شيعت، نهار أمس، جنازة العالم الحاج لحبيب بن محمد، عن عمر ناهز 91 سنة بمسقط رأسه مدينة الأبيض سيد الشيخ، بقرب الضريح الوالي سيد الشيخ. وكان الفقيد قد تعرض لأزمة صحية منذ عام، وتوفي يوم الجمعة بالبيض، متأثرا بمرضه. وكان المرحوم من أقطاب التصوف القلائل بالمنطقة، وقد ولد بمدينة أولياء الصالحين الأبيض سيد الشيخ في عام 1921م ، وهو من عائلة بسيطة وأسرة شريفة ومشهورة بالعلم والكرم تنحدر من سلالة سيدي عبد الرحمان السهلي الادرسي الحساني. تلقى فنون وإجازات في شتى المجلات، وتقلّد مناصب عليا بجامعة الأزهر الشريف ثم بعد ذلك انتقل المدينةالمنورة للمملكة العربية السعودية بصفته طالبا حرا، إلى أن ذاع صيته من خلال محاضراته ودروسه الدينية التي كان يلقيها بالحرم المكي بالمنهج الصوفي السني وعلى ضوء المذهب المالكي، زيادة على ذلك كان عضوا ومؤسسا للحركة الوطنية الثورية بمدينة جانت (ولاية إليزي)، حيث كان من أبرز العناصر المحركة للثورة وقد سجن عدة مرات ونفي إلى خارج الوطن من طرف المستعمر الفرنسي. المرحوم تقلد مناصب عليا، من بينها مستشارا للملك الليبي السنوسي، ثم بعد ذلك رجع إلى أرض وطنه بولاية البيض، أين استقر بزاويته المعروفة. هذا وقد وري جثمان العلامة مثواه الأخير بمقبرة الأبيض سيد الشيخ بالقرب من الضريح الوالي الصالح وقوفا عند وصيته، وقد حضر لتشييع جنازته جمهور غفير من كل ربوع الوطن من شيوخ زوايا، دكاترة، أساتذة، طلبة، مديرين، محبين، إطارات سامية في الدولة وعلماء أجلاء من المغرب، ليبيا، تونس، جامع الأزهر والمملكة العربية السعودية.