شيع بعد عصر أول أمس جثمان الشيخ بلقاسم دردور المدعو عمر عن عمر يناهز 96 سنة إلى مثواه الأخير بمقبرة باتنة في موكب جنائزي مهيب. حيث حضر مراسيم الدفن إلى جانب العديد من المواطنين وتلامذة الشيخ دردور شخصيات وطنية ووزراء سابقون وأعضاء السلك الديني بالولاية. وينحدر الشيخ عمر درورد الذي ولد سنة 1913 بقرية حيدوس بدائرة ثنية العابد من عائلة ميسورة الحال ذات باع في الدين، حيث يعتبر جده الهاشمي بن دردور مؤسس زاوية الدرادرة التي تنسب إلى عائلة دردور حسب السيد بالة محمد الصغير أحد تلاميذ الشيخ المرحوم عمر. وقد حفظ الشيخ عمر القرآن الكريم بمسقط رأسه على يد عدة مشايخ منهم الشيخ زموري وعمره لم يتجاوز ال 11 سنة. فبعد إلتحاقه بزاوية طولقة حفظ بعض المتون مثل فقه ابن عاشر والأجرمية والألفية وعمره حوالي17 سنة. وكان الشيخ عمر دردور متميزا بنشاطه المكثف، حيث هاجر إلى فرنسا في الثلاثينيات ومنها إلى القاهرة ليعود إلى أرض الوطن وينخرط في جمعية علماء المسلمين، حيث كلفه الشيخ عبد الحميد بن باديس بتدريس المتون كما اشتغل بالتدريس إلى الاستقلال. وفي سنة 1962 أسس الشيخ عمر دردور المعهد الإسلامي الذي أخذ في ما بعد تسمية معهد التعليم الأصلي والشؤون الدينية الذي تولى إدارته ثم مفتشا للشؤون الدينية والأوقاف. كما تولى إدارة التربية وأخيرا مفتشا جهويا للشؤون الدينية ليحال على التقاعد فيما بعد، غير أنه لم يترك دروس الوعظ والإرشاد عبر مختلف مساجد الولاية. ولم يتخل عن دوره كإمام وداعية إلى أن أقعده المرض كلية خلال صائفة السنة الماضية ليلتحق بالرفيق الأعلى صباح الخميس الفارط. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تقدم في برقية إلى أسرة الفقيد بتعازيه الصادقة ومواساته الخالصة داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بمغفرته ورحمته.