غزة تشهد ميلاد حزب سلفي الخميس المقبل لوح الجيش الإسرائيلي، مجددا، بشن عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة، بعد إطلاق فصائل فلسطينية عشرات صواريخ القسام وقذائف الهاون باتجاه جنوب إسرائيل، والتي لم تسفر عن إصابات ولم تلحق خسائر تذكر في أعقاب غارات إسرائيلية أدت لمقتل فلسطيني. ونقلت صحيفة “معاريف” عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إنه “لا مفر من القيام بعملية عسكرية شاملة في غزة وتشمل عمليات برية أيضا على غرار عملية “الرصاص المصبوب”، من أجل إعادة الردع الإسرائيلي”. ومن الجانب الفلسطيني، قال مراقب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة، رياض منصور، إنه سيرسل خطابا إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام، بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة حول التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة. وذكر منصور خلال اجتماع لجنة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف أنه “في قطاع غزة قتل وأصيب نحو عشرين شخصا غالبيتهم من المدنيين من النساء والأطفال إثر إطلاق النار من القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل). وأشار إلى أنه سيتم في الخطاب تناول أعمال التصعيد والاستفزاز الأخرى، ومنها انتهاك حرمة بعض كنائسنا في الأرض المحتلة بكتابة كلام عنصري ومهين للغاية على جدران تلك الكنائس في أعقاب وقوع هجمات في الكثير من مساجدنا من قبل المستوطنين المتشددين الذين يحاولون إضفاء صبغة دينية على الصراع بيننا وبين إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال”. وشنت الطائرات الإسرائيلية غارة على رفح جنوب قطاع غزة أول أمس الإثنين، بعد عمليات قصف مدفعي شرق خان يونس ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى 5 جرحى أحدهم حالته حر. كما نفذت إسرائيل غارة قبل ذلك أدت إلى إصابة 10 فلسطينيين غالبيتهم من المارة. من جهة أخرى تحدث منصور في كلمته أمام اللجنة عما ذكره الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن استمرار المشاورات مع مختلف الأطراف لتعزيز وضع فلسطين لتصبح دول مراقبة غير عضو في الأممالمتحدة وتشكيل لجنة وزارية عربية للمشاركة بشكل فعال في عملية التشاور. وقال “كما نعلم جميعا فإن تلك العملية ستستمر حوالي شهر من الآن وبعد ذلك قد نتحول إلى صياغة مسودة القرار ثم تنقيحها من خلال إجراء مشاورات قصيرة مع الدول المعنية والجماعات السياسية، قبل طرح مشروع القرار للتصويت”. وقال مراقب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة إن عملية التشاور تلك ستساعد في تفهم العناصر الملائمة التي يتعين أن يتضمنها مشروع القرار الدولي لتحصل فلسطين على وضع الدولة المراقبة غير العضو في الأممالمتحدة. وعلى صعيد آخر، سيعقد بعض السلفيين في قطاع غزة مؤتمرا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع الخميس المقبل، لإطلاق حزب سياسي يمثلهم تحت اسم “النور”. وقد أعلن هؤلاء السلفيون في بيان أن الحزب سيباشر عمله بعد انطلاق المؤتمر، مشيرين إلى أن “أهداف الحزب قائمة على تطبيق الشريعة الإسلامية كما سيعمل على التوازن مع الجميع ولن يميل إلى أحد”. وقال البيان إن الحزب لن يكون له جناح عسكري. وقال عبد الكريم فسيفس، أحد القائمين على تأسيس الحزب، ليونايتد برس إنترناشونال، إن علماء السلف بفلسطين سيكونون بمثابة مجلس شورى للحزب في حين أن جسم الحزب سيكون في الأساس من شباب السلفية. وقال إن الحزب يسعى للوصول إلى السلطة بالطرق الرسمية والقانونية. وعما إذا كان الحزب قد حصل على ترخيص من الحكومة المقالة، قال فسيفس إنه بالنظر إلى تعطل قانون الأحزاب الفلسطيني فإن القائمين على الحزب أرسلوا رسالة إشعار منذ عشرة أيام إلى رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، ويعتزمون إرسال إشعار آخر للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال “لا نعتقد أن الحكومة في غزة، ستمنعنا من العمل، لأننا لا نخالف القانون”. وعن إعلان بعض الرموز السلفية رفضهم لتشكيل حزب سلفي في فلسطين، قال فسيفس، وهو شاب في العشرينيات يسكن شرق خان يونس، إن القائمين على الحزب مجموعة قليلة من الشباب، ولا يمثلون التيار السلفي بشكل عام. وعن العلاقة مع حزب النور السلفي المصري، قال إنها علاقة منهج لا أكثر، نافيا وجود اتصالات وعلاقات تنظيمية بين الجانبين.