استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب 50 آخرون نهاية الأسبوع في غارات إسرائيلية مكثفة شنتها قوات الاحتلال على مواقع في قطاع غزة بزعم أنها أهداف لإطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل. وكان يوم أمس أدمى الأيام في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية بسقوط ستة شهداء جدد من بينهم امرأتان أضيفوا إلى أربعة آخرين كانوا استشهدوا نهار الخميس. واستشهد فلسطيني في ال55 من عمره وامرأة في ال45 من العمر وابنتها البالغة 21 عاما بينما أصيب أربعة فلسطينيين آخرين في غارات جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي نهار أمس شرق مدينة خان يونس بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وبعد ساعات قليلة فقط شهدت نفس المنطقة قصف جوي جديد أدى إلى استشهاد مقاومين اثنين من عناصر عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الفلسطينية ''حماس''. كما سقط فلسطيني سادس في غارة إسرائيلية بالقرب من بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ويشهد قطاع غزة في اليومين الأخيرين تصعيدا إسرائيليا خطيرا بعد أن صعدت قوات الاحتلال من قصفها الجوي واستهدافها للفلسطينيين في رد همجي على استهداف صاروخ فلسطيني حافلة للنقل المدرسي جنوب إسرائيل أدى إلى إصابة فتاة إسرائيلية. وهي الذريعة التي رفعتها إسرائيل لتبرير عدوانها على قطاع غزة وذهب وزير دفاعها المدني ماتان فيلناي إلى توعد حماس بمواصلة قصف قطاع غزة إلى غاية توقف عمليات إطلاق الصواريخ وتقديم المسؤولين عنها لاعتذارات. وتناسى المسؤول الإسرائيلي أن عمليات إطلاق الصواريخ ما هي في حقيقة الأمر إلا مجرد ردة فعل منطقية لما تقترفه إسرائيل من جرائم واعتداءات مستمرة في حق الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية في كل شبر من ارض فلسطينالمحتلة. لكن ورغم هذا اليوم الدامي في قطاع غزة فإن حركة حماس واصلت اتصالاتها مع مختلف الفصائل الأخرى من اجل تثبيت وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه مساء الخميس. وقال وزير الداخلية في حكومة حماس أن معظم الفصائل ردت بإيجاب على مسعانا لوقف التصعيد الصهيوني. وتسعى حماس إلى تفادي تكرار حرب الثلاثة أسابيع نهاية سنة 2008 وبداية 2009 التي راح ضحيتها أكثر من 1400 شهيد غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء. وبالتزامن مع ذلك أعربت السلطة الفلسطينية عن أملها في أن يسمح وقف إطلاق النار التي أعلنت عنه حركة حماس مساء الخميس إلى تفادي اندلاع حرب إسرائيلية جديدة في قطاع غزة. وقال رياض منصور الممثل الفلسطيني الدائم لدى الأممالمتحدة ''اننا نقوم ما بوسعنا من اجل منع ان يتطور هذا التصعيد نحو مزيد من الانزلاق''. وأمام التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين طالبت كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وقف أعمال العنف في قطاع غزة. ودعا الأمين العام الاممي إلى وقف إطلاق صواريخ القسام. وقال متحدث باسمه أن مون جد قلق للمعلومات التي أفادت بسقوط ضحايا مدنيين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ودعا إلى ضبط النفس قدر الإمكان. وإذا كانت الأممالمتحدة لم تخرج عن موقفها المعتاد في مساواة الضحية بالجلاد عندما يتعلق الأمن بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي فإن موقف كاترين اشتون جاء مفاجئا كونها أدانت بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية ضد قطاع غزة وأعربت عن أسفها لسقوط مدنيين. كما طالبت إسرائيل بضبط النفس وذلك من دون أن تشير إلى حماس أو حتى تحملها مسؤولية إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. وقالت ''يجب حماية حياة المدنيين في كل مكان وكل الظروف''. وانه ''وحده وقف تام لكل أعمال العنف يمكن أن يعيد الهدوء اللازم لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة''.