"بيل جويل قال للعمال: أنتم شعب همج ولا تستحقون الاستقلال" جدد المئات من العمال بشركات النفط والغاز وشركات الفندقة والإطعام، العاملة بالجنوب بحاسي مسعود، تضامنهم مع زميلهم النقابي ياسين زايد، الذي يواجه لوحده حربا شعواء شنتها عليه شركات أجنبية تعمل خارج القانون، بتواطؤ من بعض المسؤولين المحليين بالجنوب، تسببت في تشريد النقابي ياسين زايد ومتابعته بما لا يقل عن 38 قضية أمام محكمة ورڤلة، ألصقت به من خلالها كل التهم الممكنة، من التجمهر الغير شرعي، التحريض على الفوضى وحتى المشاركة والدعم للنشاطات الإرهابية، وآخرها تهمة الاعتداء وإهانة رجال الأمن، التي أصدرت محكمة ورڤلة حكما بشأنها بعقوبة 6 أشهر سجنا غير نافذ في حق النقابي ياسين زايد. أكد العمال أن كل ما يعانيه النقابي ياسين زايد، بسبب أنه دافع عن حق عمال الشركات الأجنبية العاملة في الجنوب في الكرامة وظروف عمل إنسانية، تحترم فيها حقوقهم التي تنص عليها التشريعات الجزائرية، بما فيها الحق في تأسيس فروع نقابية تدافع عن مصالحهم، وهو الحق الذي ترفضه الشركات الأجنبية العاملة في الجنوب ومن بينها الشركة البلجيكية ”أورست ألجيري” التابعة للمجمع الدولي ”كومباس غروب”، التي شنت الحرب على ياسين زايد منذ عدة سنوات. هذه الحرب التي شنها بيل جويل، مسؤول الشركة البلجكية، المشرف على شركة ”أورست الجيري”، حولت حياة النقابي ياسين زايد إلى جحيم وأجبرته، في غياب أي سند نقابي من الاتحاد العمال للعمال الجزائريين، وحتى من الأحزاب التي تدعي التحدث باسم العمال وتدافع عنهم، أجبرته على العيش في ظروف اجتماعية صعبة، بعد أن طردته شركة ”أورست ألجيري” من العمل، وفقد منزله وتشتت أسرته بعد أن انعكست مشاكله المهنية على عائلته واضطرت زوجته إلى هجره رفقة أبنائه. لا سلطة للدولة على الشركات في الجنوب هي شهادات العشرات من العمال الجزائريين، الذين يعملون لدى الشركات الأجنبية المتواجدة بالجنوب الجزائري بمنطقة ”حاسي مسعود”، أصروا، خلال عودتهم إلى عائلاتهم في الإجازة التي استفادوا منها بعد شهر ونصف من العمل، فيما وصفوه بجحيم الشركات الأجنبية، على نقل معاناتهم وظروف عملهم الرهيبة والمأساوية، تحت سلطة الأجانب، من مسؤولي الشركات المتعددة الجنسيات، التي قالوا عنها إنها ”حولت الجنوب الجزائري إلى مستعمرة.. لا معنى لاستقلال الجزائر فيها”، حيث أصبح العمال الجزائريون لدى هذه الشركات يعاملون كالعبيد ويتجرعون يوميا الشتائم والإهانات، التي وصلت حد وصفهم ”بالشعب الهمج الذي لايستحق الاستقلال”، وهي الإهانة التي تجرأ على قولها جهارا، وأمام مئات العمال المدعو ”بيل جويل” البلجيكي الفرنسي الأصل، مسؤول فرع شركة ”أورست الجيري”، أحد فروع الشركة الدولية المتعددة الجنسيات ”كومباس ڤروب”. نسكن الخيام ولا نتقاضى سوى 18 ألف دينار ”الفجر” التقت عددا من عمال شركة ”أورست ألجيري”، خلال إجازة قضوها مع عائلاتهم بعنابة، حيث وصفوا في حديثهم إلينا، ما يعيشونه ”بحاسي مسعود” على أيدي الأجانب، ”بالعار والمهانة التي ما كان يجب على السلطات الجزائرية القبول بها والسكوت عنها”. فبشركة ”أورست الجيري” المتخصصة في خدمات الفندقة والإطعام، والتابعة لمجمع ”كومباس قروب” الذي يملك فروعا في العديد من الدول والقارات، وخلافا للصورة البراقة والواعدة بحياة مرفهة ورواتب مغرية، التي يتصورها البعض، أكد العمال أنهم يقطنون الخيام، المنصوبة على الرمال، بحاسي مسعود، بدل شاليهات أو بناءات تقيهم حرارة الشمس اللافحة، التي تصل إلى الخمسين درجة، في ظروف تنعدم فيها أدنى شروط الحياة والنظافة، فلا دورات مياه محترمة، ولا مرشات للاستحمام ولا حتى أغطية نظيفة، بهذه المخيمات التي وصفوها بمخيمات العار، التي لا ترقى حتى إلى مخيمات لاجئين في دارفور بالسودان، على حد وصفهم. كل هذه الظروف الجهنمية، يعيشها قرابة 1800 عامل بمخيمات شركة ”أورست الجيري”، حيث يعملون تحت حرارة الشمس اللافحة لمدة شهر ونصف الشهر دون انقطاع، قبل أن يسمح لهم بأخد إجازة، وكل هذه المعاناة والجحيم اليومي الذي يعيشونه مقابل راتب لا يتعدى 18 ألف دينار جزائري. يعاملوننا كالعبيد ويحتقرون رموز الدولة الجزائرية وزيادة على المعاناة من ظروف العمل القاسية والرواتب الهزيلة، لم يهضم العمال طريقة معاملة الأجانب لهم، الذين يتصرفون وكأنهم في مستعمرة ملك لهم وليسوا مستثمرين في بلد مستقل، تحكمه قوانين العمل وواجبات الاحترام والانضباط في التعامل مع العمال، الذين هم مواطنون جزائريون قبل أن يكونوا أجراء لدى هذه الشركات. وأوضح العمال أن ظروف العمل المأساوية التي يعيشونها دفعت بممثلهم السيد زايد ياسين، إلى المبادرة بإنشاء فرع نقابي، تحصل على دعم أكثر من 1300 عامل، من مجموع 1800عامل من موظفي شركة ”أورست الجيري”. إلا أن مسؤول الشركة المدعو ”بيل جويل”، وهو بلجيكي من أصل فرنسي، أعلن الحرب على ممثل العمال السيد زايد ياسين، وقام بطرده رفقة 20 عاملا آخرين من العمل، بحجة أن النشاطات النقابية ممنوعة بشركة أورست. ولم يكتف ”بيل جويل” بضرب عرض الحائط لكل قوانين العمل والتنظيمات التشريعية الجزائرية، التي تضمن حق النشاط النقابي الذي نص عليه الدستور الجزائري، بل تجرأ، حسب العمال، خلال اجتماع حضره مئات العمال، بمقر شركة ”شلومبرغر” على تمزيق محضر تنصيب الفرع النقابي، المنتخب من طرف العمال، إمام الملأ، مصرحا أمام الجميع ”إنكم شعب همج لا يستحق الاستقلال”. وذهب المدعو بيل جويل، بعد تصريحاته وإهاناته اليومية للعمال، إلى حد رفع دعوى قضائية لدى محكمة ورڤلة، ضد رئيس الفرع النقابي السيد زايد ياسين، الذي تفاجأ بإصدار ذات المحكمة لحكم إدانة ضده بتهمة ”التحريض على الفوضى وممارسة نشاطات نقابية غير مرخص لها”، حيث حكمت المحكمة عليه بثلاث سنوات حبسا غير نافذ وغرامة مالية بثمانية ملايين سنتيم، زادها بيل جويل قرار طرد نهائي من العمل بلغه إلى النقابي ياسين زايد و20 عاملا آخرين. سيدي السعيد يعلم بكل شيء ولا يتدخل وأكد العمال أن سلوكات مسؤولي شركة ”أورست ألجيري”، وصلت حد الاستهزاء بالقوانين والمؤسسات الجزائرية، حيث أبلغوا العمال بقرار منع أي نشاط نقابي، واستعدادهم لقمع أي صوت يعلو للمطالبة بتحسين ظروف العمل الجهنمية التي يعانيها الجزائريون، في الوقت الذي تمكن فيه مجمع ”كومباس قروب” وشركته ”أورست ألجيري”، من جمع عشرات الملايير من الدولارات، حولوها إلى الخارج، على حساب عرق وكرامة الجزائريين، في عقر دارهم و”ببلدهم المستقل”، على حد تعبير العمال، الذين أوضحوا أن الأمين العام للمركزية النقابية، سيدي السعيد، ومصالح رئاسة الحكومة وكذا رئاسة الجمهورية، كلها أعلمت بالقضية من خلال مراسلات رسمية، أغلبها تأكد تسلمها من طرف الأمين العام للمركزية النقابية، سيدي السعيد شخصيا، الذي تم إبلاغه بما يحدث في الجنوب، وأبدى استعداده للتدخل لوضع حد لممارسات هذه الشركات لكنه لم يفعل شيء وبقيت وعوده مجرد كلام. النقابي ياسين زايد طرد من العمل وفقد منزله وزوجته وفي ختام سردهم للمأساة التي يعيشها آلاف الجزائريين بوطنهم وفي ديارهم بالجنوب الجزائري، أكد العمال أن الوضعية التي يعيشها باقي العمال لدى الشركات الأجنبية الأخرى، شبيهة بحالتهم ولا يوجد أي فرق بين الشركات العاملة في مجال استغلال النفط والغاز والأخرى الناشطة في مجال الفندقة والإطعام. وجدد العمال تضامنهم مع زميلهم النقابي ياسين زايد، الذي يعيش ظروفا اجتماعية صعبة، بعد أن طردته شركة ”أورست ألجيري” من العمل، وفقد منزله وتشتتت أسرته بعد أن انعكست مشاكله المهنية على عائلته واضطرت زوجته إلى هجره رفقة أبنائه.