بدأت المقترحات الأولى للموفد الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تظهر مع استمرار جولته الإقليمية إلى دول المنطقة، من خلال مناشدته إيران التي زارها أول أمس، التدخل لدى النظام السوري لوقف إطلاق النار بمناسبة عيد الأضحى، بينما سلمته مقترحا لم يكشف عنه لكنه يخص نشر قوات حفظ السلام. قال بيان أصدره أحمد فوزي - المتحدث باسم الموفد الدولي - أمس، ”الموفد المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي دعا السلطات الإيرانية إلى المساعدة على إنجاز وقف لإطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى القادم”. وأشار الإبراهيمي إلى أن ”الأزمة في سوريا تزداد سوءا كل يوم”، مشددا على أهمية وقف نزف الدم. وجدد الموفد الدولي دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ”إلى وقف النار ووقف تدفق الأسلحة إلى الجانبين” في سوريا. وقال بحسب البيان، إن ”وقفا لإطلاق النار سيساعد في إيجاد مناخ من شأنه أن يسمح للعملية السياسية بأن تتقدم”. وقال فوزي إن موفد جامعة الدول العربية والأمم المتحدة أبلغ محاوريه بأن ”هناك حاجة في سوريا إلى تغيير حقيقي”، مضيفا أن ”هدفنا الأول رفاهية وسلامة الشعب السوري ومساعدته على بناء مستقبل يحقق تطلعاته المشروعة”. ووصل الإبراهيمي أمس الإثنين إلى بغداد قادما من طهران، ضمن جولة في المنطقة مخصصة للبحث في الأزمة السورية، بدأها الأربعاء بالمملكة العربية السعودية، ثم إسطنبول ومن بعدها طهران. وقالت إيران إنها سلمت الإبراهيمي مقترحات لإنهاء الأزمة السورية، في حين يحاول الإبراهيمي نفسه وضع خطة لإرسال قوات دولية تضم بضعة آلاف من الجنود إلى سوريا لمراقبة وقف محتمل للقتال، حسب صحيفة بريطانية. والتقى الإبراهيمي مساء أول أمس في طهران الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية علي أكبر صالحي ومستشار الأمن القومي سعيد جليلي. وقال صالحي إن بلاده سلمت الموفد المشترك مقترحات خطية غير رسمية لتسوية الأزمة القائمة في سوريا منذ منتصف مارس 2011، دون أن يكشف عن فحواها. وقال وزير الخارجية الإيرانية في تصريحات لقناة العالم الإيرانية، إن بلاده قدمت للإبراهيمي ما سماه ورقة أفكار هي عبارة عن مقترح لحل الأزمة السورية. وأضاف أن بلاده تدعم حلا سياسيا عبر السوريين أنفسهم، مشددا على ضرورة وقف العنف في سوريا قبل اتخاذ أي إجراءات في الميدان في إشارة على ما يبدو إلى احتمال نشر قوات مراقبة دولية. وأشار صالحي إلى أن المقترح الإيراني قدم أيضا إلى السعودية وتركيا ومصر - التي تشكل مجموعة اتصال بشأن سوريا عقدت بضع اجتماعات غاب عنها السعوديون - مضيفا أن بلاده ستدعم الجهود التي يبذلها الإبراهيمي. وفي هذه الأثناء، يستمر التوتر بين تركيا وسوريا بعد قرار أنقرةودمشق فرض حظر جوي متبادل على الطائرات المدنية. وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده أغلقت مجالها الجوي في وجه الرحلات المدنية السورية، وذلك غداة قرار مشابه صدر السبت المنقضي عن دمشق بحق الطائرات التركية. وعلى صعيد آخر قالت تركيا إن عدد اللاجئين السوريين في مخيماتها يفوق الآن 100 ألف لاجئ. وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية الإثنين إن 100 ألف و363 سوري يوجدون حاليا في مخيمات في الجانب التركي من الحدود بين سوريا وتركيا. وكانت تركيا قد قالت في وقت سابق إنها قد تواجه صعوبات في تقبل أكثر ن 100 ألف لاجئ.