دعا مبعوث الاممالمتحدة و الجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الذي شرع يوم الاثنين في زيارة الى بغداد ضمن جولة إقليمية تهدف إلى بحث سبل سلمية لحل النزاع السوري الى وقف اطلاق النار قبل عيد الاضحى المبارك في الوقت الذي اعلن الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على دمشق. و سيلتقي الابراهيمي اليوم في بغداد رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سيعرض عليه المبادرة العراقية لحل الازمة السورية في مسعى لبلورة صيغة سلمية لتخفيف حدة التوترات للازمة الراهنة. وكان العراق عبر مرارا عن استعداده لانجاح مهمة الابراهيمي في سوريا من اجل ان ينال الشعب السوري كامل حريته ونظام الحكم الذي يقرره بنفسه. ويدعو العراق الذي يتشارك مع سوريا بحدود يصل طولها إلى نحو 600 كلم إلى حل سلمي للصراع السوري ويرفض دعوات دول إقليمية أخرى لتسليح المعارضة. و خلال الزيارة التي قام بها الابراهيمي امس الاحد لطهران اكد على ان الاممالمتحدة تطالب بوقف إرسال أسلحة الى كل الأطراف في سوريا مؤكدا استعداد الاممالمتحدة والجامعة العربية استعداد لتقديم أي مساعدة لحل الأزمة. وتابع "انني اجدد دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية بوقف اطلاق النار واطلب من المعارضة فعل الشيء نفسه في حال بدأت الحكومة في وقف اطلاق النار" مشيرا الى ان إيران مستعدة للعمل مع المنظمتين من أجل تحقيق السلام. من جهته سلم وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي امس المبعوث العربي والدولي اقتراحا يهدف إلى إنهاء النزاع في سوريا, دون ذكر تفاصيل الاقتراح واكتفى بالقول إن طهران ستدعم جهود الإبراهيمي. و على صعيد متصل اغتم الممثل الخاص المشترك الى سوريا مناسبة عيد الاضحى المبارك الذي يعتبر من أكثر المناسبات قدسية التي يحتفل بها المسلمون حول العالم لدعوة السلطات الإيرانية الى المساهمة في تحقيق وقف إطلاق نار في سوريا. و في هذا الاطار ابلغ الإبراهيمي المسؤولين الإيرانيين إن "ما تحتاجه سوريا الآن هو التغيير الحقيقي" مشيرا الى أن "هدفنا الأساسي هو خير وسلامة الشعب السوري لمساعدته في بناء مستقبل و تحقيق طموحاته الشرعية". و تزامنا مع الجولة الاقليمية التي يقوم بها الابراهمي في مسعى لايجاد حلول سلمية لوضع حد للازمة السورية ,فرض الاتحاد الاوروبي اليوم عقوبات جديدة على دمشق تقضي بتجميد اموال شركتين و28 شخصا اضافيا من داعمي الرئيس بشار الاسد ومنع اعطائهم تأشيرات دخول . و ذكرت وسائل الاعلام عن مصدر دبلوماسي اوروبي ان "القرار الذي وافق عليه وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي المجتمعون في لوكسمبورغ يرفع عدد الاشخاص الماديين والمعنويين المشمولين بالعقوبات الاوروبية على النظام السوري الى 181 شخصا و54 كيانا". و يرى محللون سياسيون ان مهمة الابراهمي لايجاد حل سلمي للازمة السورية تتعرضها بعض الصعوبات خاصة و الوضع الامني يزداد تدهورا من خلال التفجيرات شبه اليومية التي تشهدها المدن السورية و ان حدة التوتر بين دمشق و تركيا بلغ ذروته عقب الاعلان عن قرار حظر طيران الطائرات المدنية السورية في المجال الجوي التركي. وكان التوتر بين البلدين وصل لمرحلة جديدة الاسبوع الماضي عقب اعتراض طائرات مقاتلة تركية لطائرة مدنية سورية وهي في طريقها من موسكو إلى دمشق وأجبرتها على الهبوط بمطار أنقرة فيما ذكر المسؤولون الاتراك أنهم صادروا "معدات عسكرية" من حمولة الطائرة. و بخصوص اللاجئيين السوريين داخل الاراضي التركية,أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ بتركيا اليوم الاثنين إن عددهم تخطى ال100 الف فيما اكدت مصادر صحفية نقلا عن الوزير التركي للشؤون الاوروبية ايجمن باجيس ان العدد بلغ 80 الف لاجىء. وحسب بيان صادر عن إدارة الكوارث و الطوارئ التركية فقد اقيم 14 مخيما للاجئين في ولايات تركية مختلفة مؤكدا تلبية كافة احتياجاتهم في مجالات السكن والطعام والخدمات الصحية وتوفير الأمن وغيرها داعية الاتحاد الاوروبي الى تقديم المساعدات اللازمة بغية التكفل بهذه الفئة. و كان الابراهيمي التقى الجمعة الماضي بجدة المحطة الاولى فى جولته الثانية للمنطقة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث اخبره ان"الوضع الباعث على الأسى في سوريا لن يتم حله بالوسائل العسكرية لكن من خلال عملية سياسية تلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري". وكان المبعوث الدولي قد بدأ جولة جديدة الأربعاء الماضي من المملكة العربية السعودية كما زار أول أمس السبت اسطنبول في ظل التوتر المتصاعد بين دمشقوأنقرة. وقام الإبراهيمي بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط في منتصف سبتمبر الماضي وتخللها لقاء في دمشق مع الرئيس بشار الأسد الذي يواجه منذ منتصف مارس 2011 انتفاضة شعبية سلمية تحولت إلى نزاع مسلح. وتشهد سوريا منذ منتصف شهر مارس من العام لماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن, حيث تلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"جماعات مسلحة" مدعومة من الخارج فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.