طالبت أحزاب الترويكا بتونس، ممثلة في حركة ”نداء تونس” و”الجمهوري” و”المسار”، باستقالة وزير الداخلية علي العريض، ووقف العنف السياسي في البلاد. وشاركت في مسيرة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة، أول أمس، بالعاصمة، بينما هاجم أبو عياض، زعيم جماعة أنصار الشريعة في تونس المقربة من القاعدة، أمس الثلاثاء، الحكومة الإسلامية في البلاد، واصفا إياها بأنها عميلة للغرب. ودعاها إلى الإفراج فورا عن السلفيين الذين اعتقلوا بعد الهجوم على مقر السفارة الأمريكية الشهر الماضي. وجاء تحدي القيادي سيف الله بن حسين، المعروف باسم أبو عياض، الذي تلاحقه الحكومة بتهمة التحريض على مهاجمة السفارة الأمريكية، في وقت تحتفل فيه الحكومة التي تقودها حركة النهضة بالذكرى الأول لوصولها للسلطة بعد احتجاجات شعبية أطاحت بالنظام السابق. وهاجم آلاف السلفيين السفارة الأمريكية بعد عرض فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وإلقاء القبض على 144 شخصا على الأقل بينهم أبو أيوب وحسن بن بريك، وهما قياديان بارزان، وهما قياديان بارزان في تنظيم أنصار الشريعة. وحاصرت قوات الأمن الشهر الماضي مسجدا بوسط العاصمة للقبض على أبو عياض، لكنه فر وسط حماية من أنصاره. وقال أبو عياض في تسجيل فيديو نشر على مواقع إسلامية: ”هذه الحكومة المؤقتة ظالمة وآثرت الارتماء في أحضان الغرب الكافر وخاصة أمريكا وفرنسا.. ليست الحكومة التي تحكم بل هي أمريكا”. وتقود حركة النهضة الإسلامية مع حزبين علمانيين هما المؤتمر والتكتل الحكومة. وفي التسجيل الذي حمل أعنف هجوم تشنه أنصار الشريعة على الحكومة، قال أبو عياض ”الحكومة تدعي الانتساب للإسلام وهي أبعد عن الإسلام”. وطالب أبو عياض الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين السلفيين هذا الأسبوع. وقال ”طلبي إليكم تصحيح مواقفكم تجاه شباننا وأن تخلوا السجون من شبابنا الذي يعاني ظلمكم وقهركم ليقضوا العيد مع عائلاتهم”. وأضاف مهاجما حركة النهضة وتحالفها مع العلمانيين: ”الله بدأ يريكم بوادر الذلة.. الكل يستغفلكم ويحتقركم وأثبتم انبطاحا عجيبا.. رضختم لخصومكم بنظام رئاسي وليس برلمانيا مثلما كنتم ترغبون”. ووجه أبو عياض سهام نقده إلى الرئيس المنصف المرزوقي الذي وصف السلفيين بأنهم جراثيم. وقال المرزوقي الشهر الماضي أن السلفيين أقلية عددهم لا يتجاوز ثلاثة ألاف، ووصفهم بالجراثيم. ووصف أبو عياض الرئيس التونسي بأنه ”معتوه لا يتحكم في نفسه وهو بيدق يحركه الغرب كما يشاء”. وتعهد بأن لا يحكم تونس علمانيون، مسميا حزب نداء تونس العلماني الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي، وقال ”هؤلاء حاربوا ويحاربون الشعب في دينه.. لن يحكمونا إلا على جثثنا”. ومن جهة أخرى، أثار انقطاع البث التلفزيوني الفضائي لأربع قنوات تلفزيونية تونسية، ليلة الإثنين إلى أمس الثلاثاء، حالة من الخوف والتوتر في البلاد، وسط تأويلات متنوعة وصلت إلى حد الحديث عن انقلاب عسكري. وبدأ هذا الانقطاع فجأة عند الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي، وشمل القناتين الوطنيتين الأولى والثانية، بالإضافية إلى قناتي ”نسمة تي في” و”حنبعل”، حيث استمر لأكثر من ساعة وسط حالة من الاستغراب والتخوف، لم تُفلح التطمينات الرسمية التي صدرت على موجات الإذاعات المحلية في تبديدها. وأوضحت السلطات الرسمية أن سبب انقطاع البث التلفزيوني يعود إلى خلل فني ناتج عن سوء الأحوال الجوية، ومع ذلك برزت على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي أنباء عن انقلاب عسكري. وذهب البعض إلى حد القول إن المجلس العسكري الأعلى ”يستعد لإصدار البيان رقم 1 يُعلن فيه سيطرته على البلاد”، فيما قال البعض الآخر إن ”الرئيس السابق زين العابدين بن علي يستعد للعودة إلى تونس من منفاه في السعودية”. وربط البعض انقطاع البث التلفزيوني بالانتشار العسكري الكثيف للقوات المسلحة التونسية وسط تونس العاصمة الذي بدأ منذ صباح أمس، وشمل غالبية المناطق الحيوية في العاصمة. وكانت المؤسسة العسكرية التونسية قد عززت من انتشار قواتها وسط تونس العاصمة في إجراء أعاد إلى الأذهان الانتشار الذي تم بعد الإعلان رسمياً عن سقوط نظام بن علي، حيث تمركزت الوحدات العسكرية المسلحة في الساحات العامة وأمام المؤسسات والمنشآت الحيوية التي أحيطت بالأسلاك الشائكة.