ما زالت منطقة القبائل الجريحة مسرحا لكل الجرائم وحقلا لكل التجارب، من قتل وخطف وطلب فدية وإرهاب. فمنذ أزيد من عشرية لم تعرف هذه الجهة الأمان والطمأنينة، ولم يرتح لسكانها بال. وهي اليوم تدفع ثمن أخطاء الجميع، من الدرك الذي أدى مقتل الشاب ماسينيسا بمركزها إلى إشعال منطقة القبائل لسنوات، إلى حركة العروش التي استغلت الحادثة وطالبت بإبعاد الدرك والشرطة عن القبائل، ما أدى إلى استفحال كل أنواع الجريمة، وشجع على انتشار الجماعات المسلحة في غاباتها، فإلى متى تبقى هذه الجهة تدفع يوميا قرابين من أبنائها ضحية الجنون؟ لماذا لا يكون الشاب المغدور غيلاس آخر ضحية تدفعها المنطقة؟ ولكي تتوقف جرائم الخطف والقتل والمطالبة بالفدية التي لا يمر أسبوع دون تسجيل حادثة من هذ القبيل به، على العدالة أن تكون صارمة في المحاكمات وتنفيذ الأحكام. شخصيا أقف إلى جانب المطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام التي توقف تنفيذها بالجزائر منذ أزيد من 20 سنة تحت ضغط بعض الجمعيات المطالبة بإلغاء هذه العقوبة. وليبدأ تنفيذها من منطقة القبائل ليكون هؤلاء الذين صدر في حقهم الحكم بالإعدام بسبب تهم الاختطاف عبرة لغيرهم. ليس هناك من حل أمام استفحال ظاهرة الاختطافات والاغتيالات في حال رفض دفع الفدية غير هذا الحل. ليست القبائل فقط التي يجب حمايتها من هذه الآفات التي استفحلت بها، بتنفيذ الأحكام بالإعدام وعودة العمل بها، بل الجزائر كلها التي استفحلت بها جرائم الفساد ونهب المال العام. ولو أن مجرما مثل عاشور عبد الرحمان الذي يمضي الآن عقوبة سجن مريحة نفذ في حقه حكم بالإعدام بسبب الملايير التي حولها ونهبها من الخزينة، هو وشركاؤه، لما انتشرت هذه الظاهرة في الجزائر في السنوات الأخيرة مثل النار في الهشيم. ثم ألا يستحق مغتصبو الأطفال وقتلتهم تنفيذ الحكم بالإعدام في حقهم، وهم الذين لم يكتفوا بقتل الأبرياء، بل نكلوا بهم وبجثثهم؟ لا حل أمامنا كمجتمع يئن تحت وطأة هذه الجرائم غير الضرب بيد من حديد. ولإحقاق الحق ووضع حد لهذه "المجازر" التي تقترف يوميا في حق المواطنين الأبرياء، لابد من المطالبة بعودة العمل بتنفيذ الأحكام بالإعدام، لأنها الرادع الوحيد أمام مجرمين تشجعوا على اقتراف جرائمهم، لعلمهم أنهم في منأى عن القصاص والمعاملة بالمثل، وأن القانون يحميهم من ليّ حبل المشنقة على أعناقهم؟ لننتظم كمجتمع مدني ونطالب بتنفيذ الإعدام في كل من يستحق عقوبة الإعدام، فهو خلاصنا الوحيد مما يتربص بنا من فساد وإجرام؟!