قضى، ليلة أول أمس، نحو 500 طالب بالمدرسة التحضيرية للعلوم التقنية بجامعة عنابة، ليلة بيضاء في العراء والتشرد، بعد أن قطعت عليهم إدارة إقامتهم الصفصاف الكهرباء والماء لأكثر من أسبوع، وذلك على خلفية تمسكهم بخيار البقاء في إقامتهم وعدم التنقل إلى الإقامة الجامعية سيدي عاشور 3، ضاربين عرض الحائط بتعليمة مدير الإقامة. وساهمت هذه القضية في تفجير الأوضاع التي عرفت تصعيدا خطيرا وانزلاقا، خاصة وأن الطلبة قد قاطعوا الدراسة تنديدا بالأوضاع المزرية التي أثرت على تحصيلهم الدراسي، لأن أغلبهم يقيمون خارج ولاية عنابة. وفي سياق متصل، كانت مصالح الأمن قد طوقت المدرسة التحضيرية تحسبا لأي طارئ أو انفلات أمني، خاصة أن المحتجين هدّدوا بتحويل احتجاجاتهم إلى الشوارع والخروج في انتفاضة شعبية. ولاحتواء الفوضى والغليان الطلابي تدخلت، أمس، المديرية العامة للخدمات والتي أعطت تعليمة لمدير إقامة الصفصاف، بإعادة فتح الإقامة وربطها بالكهرباء والماء، إلى جانب توفير وجبات خاصة إلى الطلبة المقيمين والتراجع عن قرار تحويلهم إلى إقامة سيدي عاشور، وذلك لفض الصراعات الداخلية بين الإدارة والطلبة. وفي سياق آخر، طالب المحتجون من وزارة حراوبية فتح تحقيق لنفض الغبار عن الملفات المعطلة والنبش في قضايا الفساد والتجاوزات الخطيرة التي تطال أغلب الإقامات الجامعية بعنابة.