عاشت، أمس، جامعة باجي مختار بعنابة، حالة طوارئ قصوى، بعد تطور الأوضاع التي عرفت تصعيدا خطيرا وانفلات أمني بعد خروج عمال الخدمات الجامعية على مستوى 17 إقامة بالولاية في انتفاضة، تنديدا بقرار الإدارة المركزية، والقاضي بتوقيف نحو 9 عمال عن العمل بتهمة التورط في التحريض على شل نشاط العمل بالقامات الجامعية والتسمك بخيار الإضراب، وهي القضية التي فجّرت الصراعات الداخلية بين الإدارة والعمال المضربين. هدّد المحتجون بتحويل احتجاجاتهم إلى وزارة سلال، في حال عدم تراجع إدارة الخدمات الجامعية بعنابة، عن قرار توقيف العمال وإقصائهم من مناصبهم، في حين تدخلت قوات مكافحة الشغب لتطويق مقر الجامعة تحسبا لأي طارئ، بعد التجمهر غير المرخص لعمال 17 إقامة جامعية أمام مقر جامعة عنابة، والذين أكدوا على ضرورة فتح قنوات الحوار والتفاوض معهم. وكان عمال الإقامات الجامعية قد خرجوا إلى الشارع الأيام الماضية، وطالبوا الوزير رشيد حراوبية، خلال زيارته الأخيرة إلى عنابة بالإسراع في إيجاد حلول ملموسة لمطالبهم، على رأسها الزيادة في الأجور، والحصول على مستحقاتهم المادية المتأخرة منذ تاريخ دخولهم في الإضراب المفتوح والذي دخل أسبوعه الثالث، وهو الملف الذي عجز عن حله الوزير بعد أن رمى المنشفة لنقابة الأمين العام سيدي السعيد، مؤكدا أن مطالب هذه الفئة وطنية يتم دراستها بين الجهة النقابية والأسلاك المشتركة والتي ستتكفل بعمال الإقامات المضربين، وهو الأمر الذي لم يستسغه العمال المضربون، والذين هدّدوا بشل مختلف خدمات الإيواء والنقل الجامعي، ونقل انشغالاتهم للوزير الأول عبد المالك سلال، في حال استمرار وزارة حراوبية في تقديم حلول ترقعية. وحسب المحتجين، فإن حراوبية ”قد التزم الصمت ولم يكلف نفسه عناء التنقل لمعاينة أوضاع العمال خاصة أن هذا الأخير قد وعدهم بتسوية القضية، إلا أن الأوضاع مازالت تراوح مكانها، وجعلت جامعة عنابة على المحك”، ومست موجة الاضرابات حتى طلبة الإقامة الجامعية الصفصاف بعنابة وسط الذين سيعقدون اليوم جلسة طارئة لوضع آخر قرار، بعد أن طردتهم إدارة إقامتهم للشارع، وقطعت عليهم الكهرباء بحجة عدم صلاحية الإقامة، وحولتهم إلى إقامة سيدي عاشور رقم 3، فحسب الطلبة المضربين ”فإن الوزير قد فتح النار على نفسه لأنه أسقط كافة الملفات الثقيلة والتي من شأنها أن تفجر الأوضاع”. تجدر الإشارة أن عمليات الشغب الأخيرة بين طلبة الصفصاف والأمن تسببت في إصابة 10 طلبة بجروح متفاوتة الخطورة، ما ينذر بانتفاضة ستنجر عنها سنة بيضاء بجامعية عنابة التي تهتز على الفضائح والملفات السوداء والتقارير الساخنة، وقد صنف عمال الإقامات والطلبة المضربين زيارة حراوبية في خانة ”المهازل لأنها اقتصرت على معاينة مشاريع تشوبها الضبابية وأخرى دون المستوى”.