أنهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، مهام ثلاث مدراء إقامات جامعية بعنابة، واستبدلتهم بمسؤولين آخرين تمّ تحويلهم على كل من إقامة جبايلي صالح، البوني وسيدي عاشور وذلك بحجة تورطهم في التحريض على عمليات الشغب والفوضى وتواطئهم في تغذية إضراب 17 إقامة جامعية بعنابة. جاءت عملية توقيف نشاط المدراء الثلاثة على خلفية التحقيقات التي فتحتها اللجنة الوزارية التي أوفدها الوزير حراوبية للنظر في ملف الإضراب المفتوح، والذي دخل أسبوعه الرابع الأسبوع الماضي، وقد أفضت تحريات هذه اللجنة في وضع يدها على ملفات ثقيلة وأخرى سوداء تخص قضية تسيير قطاع الخدمات الجامعية. وحسب مصادر مقربة من نقابة العمال، فإن اللجنة الوزارية تفاجأت بالتقارير المقدمة، خاصة منها تجميد الفروع النفابية من الاتحاد المحلي دون إشعار اللجنة الوزارية في العاصمة، وهي القضية التي فجرت الأوضاع الداخلية، واعتبرته اللجنة “تجاوزا خطيرا وعملا غير قانوني”، وطالبت بعودة نشاط النقابين بعنابة من أجل تعزيز النشاط النفابي بالجامعة في إطار قانوني. وفي سياق آخر، أوقفت اللجنة نشاط رئيس مصلحة المطبخ بإقامة جبايلي صالح بسيدي عمار، لتورطه في سرقة كميات كبيرة من المواد الغذائية الموجهة للطلبة المقيمين، بعد أن كان أعوان الأمن قد أوقفوه عند البوابة المركزية للجامعة وهو متأهب للخروج.وأمام هذه الفضائح التي طفت إلى السطح، فشلت اللجنة الوزارية في التفاوض مع العمال المضربين، والذين هدّدوا بتحويل إضرابهم إلى العاصمة، خاصة أن الوزير حراوبية لم يتمكن بعد من احتواء ملفاتهم الثقيلة والتي مازلت حبيسة أدراجه. وعلى صعيد آخر، طالب طلبة إقامة الجسر الأبيض بعنابة بفتح تحقيق في قضيتهم العالقة منذ أيام والمتعلقة بتحويلهم إلى إقامة سيدي عاشور بعد أن قطعت عليهم إدارة الإقامة الكهرباء والماء واستعمال القوة العمومية لطردهم إلى الشارع. وفي هذا الشأن، أرسل الطلبة تقريرا مفصلا إلى وزارة حراوبية عن عمليات الشغب الأخيرة والتي أسفرت عن إصابة 10 أشخاص منهم بجروح متفاوتة الخطورة خلال مواجهتهم مع الشرطة. تجدر الإشارة، أن إضراب عمال 17 إقامة جامعية مازال متواصلا، الأمر الذي يهدّد بانفجار الأوضاع أكثر.