كشف الأمين العام لوزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات، أن الوزارة بصدد الإعداد لمخطط وطني لمكافحة داء السكري، قصد عرضه على الأمانة العامة للحكومة قريبا، وهذا من أجل رسم سياسية وطنية لمحاربة الأمراض المزمنة ومنها السكري. وحسب السيد بوشناق، فإن المخطط الذي ينتظر أن يبدأ تفعليه في أواخر عام 2013، ويتلخص في سبع نقاط رئيسية تتمحورحول الوقاية التي ركز عليها كثيرا المتحدث، وقال إنها تشكل عماد المخطط نظرا لما يشكله مرض السكري من أهمية وما له من تأثيرات اقتصادية واجتماعية على المريض ومحيطه. كما يركز المخطط المرتقب أن تناقشه الحكومة قريبا على أهمية التكوين للإطارات التي بإمكانها نقل الخبرات للمريض وأسرته للمرافقة الصحية والاجتماعية خاصة بالنسبة للتلاميذ، زيادة على البحث وتطوير الاكتشافات في هذا المجال زيادة على حجم الإنفاق الاقتصادي والصحي لمرض السكري. وأضاف المتحدث على هامش الأيام الدراسية التي نظمتها وزارة الصحة بالحامة في إطار إحياء اليوم العالمي لداء السكري أن المخطط المرتقب يكون على شاكلة المخطط الوطني لمكافحة السرطان الذي وضعته الوزارة وبدأت بتفعيله مؤخرا. وهذا يأتي حسب المتحدث ذاته في إطار سياسية الوزارة الرامية إلى حصر الأمراض التي يجدب أخذها بجدية ومكافحتها منها الأمراض المزمنة وغير المتنقلة، وخاصة تلك التي تشكل عبئا اجتماعيا واقتصاديا للدولة ومنها السكري. في هذا الإطار كشف بوشناق أن حجم الإنفاق العمومي المخصص لمحاربة ومعالجة داء السكري قدّر ب 45 مليار دينار هذا العام، وارتفع إلى 70 مليار دينار، ويرتقب أن يستمر هذا الارتفاع في غضون 2013، وهذا بدون احتساب القطاع الخاص يضيف المتحدث. وفي نفس الإطار كشف بوشناق أن وزارة الصحة، بصدد الإعداد لدفتر إلكتروني للمتابعة الصحية تسجل فيه كل المعلومات الصحية للفرد منذ ولادته إلى غاية وفاته، من أجل حصر أنواع الأمراض التي تواجه الجزائريين وحجم انتشارها بغية رسم سياسيات وطنية لمحاربتها. من جهة أخرى، كشف الأمين العام للوزارة أن ثمة برتوكول تعاون تم توقيعه بين صيدال والمخبر الدانمركي ”نوفو نورديسك” المتخصص في إنتاج الأنسولين لإنتاج الأنسلوين الجديد في الجزائر، وهي الخطوة التي قال بشأنها مدير المخبر على هامش لقائه برجال الإعلام، أمس، بالحامة، إنها لا تشكل فقط أهمية للجزائر لكن للمخبر نفسه، حيث اعتبر المتحدث السوق الجزائرية من أحسن الأسواق العالمية التي يمكن الاستثمار فيها في هذا المجال. وترمي الشركة إلى إنتاج 60 في المائة من الأنسولين الذي يسوق إلى كامل إفريقيا. وشدد المتحدث، على أن إطار الشراكة بين صيدال والمخبر الدانمركي تتلخص في نقل التكنولوجيا والخبرات الدانمركية العريقة للمخبر في مجال صناعة الأنسولين، على أن يتم التصنيع في الجزائر. وأضاف في سياق متصل، أنه لن يكون هناك أي فرق بين الأنسولين المسوق في أوروبا وذلك الذي سيسوق في الجزائر. وللإشارة، فإن المختصين الذين تناوبوا على منصة الحامة ركزوا على الأضرار الاجتماعية والاقتصادية للمرض الذي صار اليوم يكلف الإنفاق العالمي465 مليار دولار، وتسجيل 366 مليون حالة عبر العالم. وبلغ عدد المصابين في الجزائر حسب أحد المتدخلين 2.5 مليون شخص مصاب بالمرض أي ما يعادل 10 في المائة من حجم السكان البالغين. ونبّه المختصون خلال اليوم الدراسي إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري منها الإدمان على التدخين، والكحول وكذا السمنة التي تعد مرض العصر زيادة على تعقيدات الحياة العصرية وما تفرضه من أنماط التغذية والعمل. وشدّد المتدخلون من دكاترة وصيادلة وحتى أعضاء الجمعيات الناشطة في المجال على وجوب إعادة النظر في المخطط الوطني للصحة نظرا لحجم الأخطار التي تشكلها الأمراض غير متنقلة، حيث كشف المتدخلون أن 80 في المائة من حجم الوفيات في الجزائر تسببها الأمراض غير المتنقلة ويأتي السرطان في مقدمة هذا النوع من الأمراض بنسبة 50 في المائة.