حذر، أمس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من تحول الأزمة السورية إلى ساحة قتال إقليمية، بعد أن أعلن حلف شمال الأطلسي نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سوريا، فيما اعترفت بريطانيا رسميا بالائتلاف السوري المعارض. قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ”نشعر بقلق عميق من العسكرة المتواصلة للنزاع والانتهاكات المقيتة لحقوق الإنسان وخطر تحول سوريا إلى ساحة قتال إقليمية مع أعمال العنف المتصاعدة فيها”. ودعا بان الأسرة الدولية إلى دعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، من أجل التوصل إلى حل سياسي ”يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري”. من جهته، أعلن أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي أن بلاده توصلت إلى اتفاق مع بلدان ستمدها بصواريخ ”باتريوت”. وقال داود أوغلو أمس إن هذه الدول التي ستقوم بتوريد صواريخ ”باتريوت” تم تحديدها ولقد توصلنا إلى اتفاق معها، وسيتم ارسال طلب رسمي في أقرب وقت، موضحا أن المسألة في مرحلة التطبيق وأن المباحثات وصلت إلى النهاية. وكانت مسألة تزويد تركيا بصواريخ ”باتريوت” قد تمت مناقشتها يوم الإثنين في بروكسل خلال جلسة مشتركة لوزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي، وقد أبدت ألمانيا استعدادها لتزويد تركيا ببطاريتين من الصواريخ وهولندا ببطارية واحدة. ومن جانبه قال توماس دي ميزير، وزير الدفاع الألماني إن نشر صواريخ ”باتريوت” على الحدود التركية السورية يأتي في إطار واحد وهو حماية تركيا الشريكة في الناتو. وأوضح الوزير إن اعتبار نشر الصواريخ كتحضير لحظر جوي على سورية أو تدخل في النزاع المسلح هناك ”خاطئ بشكل تام”، مضيفا ”في هذا الحال لكنا بحاجة إلى أسس قانونية مختلفة”. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فوه راسموسن للصحفيين يوم الإثنين إن نشر أي صواريخ سيكون إجراء دفاعيا للتصدي لقذائف المورتر وليس لفرض أي منطقة لحظر الطيران فوق سوريا. ميدانيا، تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة التي تحارب القوات الموالية للرئيس بشار الأسد من السيطرة على مساحات واسعة من الأرض لكنها تفتقر للدفاعات في مواجهة القوة الجوية السورية. ويطالب مقاتلو المعارضة بمنطقة لحظر الطيران تفرض دوليا وهي خطوة ساعدت المعارضة الليبية على الإطاحة في العام الماضي بالزعيم معمر القذافي. وعلى صعيد آخر اعتبر الاتحاد الأوروبي الائتلاف السوري المعارض ”ممثلا شرعيا لتطلعات الشعب السوري” في ختام لقاء جمع وزراء الخارجية الأوروبيين ببروكسل، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، وأعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيج اعترافها الرسمي بالائتلاف السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري.