انضم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، إلى موقف المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عندما حذر من مخاطر تحول سوريا إلى ساحة لمعركة إقليمية بسبب توسع دائرة الدول المتورطة في هذا النزاع الداخلي. ومما زاد من ترجيح مثل هذه الفرضية الطلب الذي تعتزم السلطات التركية تقديمه لقيادة حلف الناتو من أجل إعطاء الضوء الأخضر لنشر صواريخ "باتريوت" مضادة للصواريخ لحماية إقليمها من أي انزلاق محتمل للوضع في سوريا. ولم يخف الأمين العام الأممي، الذي حل بالعاصمة المصرية ضمن جولة إلى دول المنطقة، تشاؤمه من استمرار عسكرة النزاع والتلميح واضح إلى تزويد عناصر الجيش السوري الحر بأسلحة أكثر تطورا من دول عربية وغربية أعلنت تأييدها لفكرة مد المعارضة السورية بأسلحة أكثر تطورا تمكنها من الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وهو الواقع المستفحل الذي جعل بان كي مون يطالب المجموعة الدولية بدعم جهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي علها تنتهي إلى نتيجة ملموسة على طريق إقناع الأطراف المتحاربة بإسكات لغة السلاح والجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولا يمكن فصل تصريحات بان كي مون عن تلك التي أدلى بها وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي أكد -من جهته- أن بلاده على وشك الانتهاء من مفاوضاتها مع قيادة الحلف الناتو من أجل تزويدها ببطاريات صواريخ باتريوت لنشرها على طول حدودها وهو تلميح ضمني بأن الوضع في سوريا سيعرف تصعيدا عسكريا لافتا خلال الأسابيع القادمة. وكان توحيد صفوف المعارضة السورية في اجتماع الدوحة الأخير وبداية الاعتراف الدولي بها كممثل وحيد للشعب السوري أكبر مؤشر على المنحى الذي ستأخذه الأحداث في هذا البلد، خاصة وأن أحمد معز الخطيب لم ينتظر إلا ساعات بعد انتخابه رئيسا للمعارضة السورية ليحث مختلف الدول المانحة الإيفاء بالتزاماتها بمنحها الأسلحة التي تريد لمواجهة الطائرات الحربية السورية. وبدأت المعارضة السورية تحظى باعتراف دولي واسع بعد أن اعترفت المملكة المتحدة أمس بها وانضمت بذلك إلى جانب فرنسا ودول الخليج وتركيا والاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية البريطاني إنه على أساس الضمانات التي حصل عليها من نظرائه الأوروبيين "قررت حكومته الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري". وهو الموقف الذي شجع أحمد الخطيب على الإعلان، أمس، عن تأسيس جهاز للمخابرات للدفاع عن مكاسب الثورة وحماية الثوار من العمليات الانتحارية في انتظار تشكيل حكومة في المنفى.