تحولت، في الآونة الأخيرة، الأحياء والتجمعات السكانية عبر العديد من بلديات ولاية المسيلة، إلى ورشات حقيقية ومفتوحة لإنجاز السكنات الفوضوية التي باتت عادة مألوفة لدى مواطني الولاية الذين يستغلون ما يعتبرونه فترة الفراغ الحالية، وانشغال جميع السلطات بالانتخابات المحلية لتجسيد طموحاتهم غير المشروعة. لم تسلم الجيوب العقارية المحاذية للمقابر على سبيل المثال ببلدية أولاد عدي القبالة، التي تحولت في وقت وجيز إلى ورشات حقيقية للبناء والتشييد، ما جعل أصحاب الضمائر الميتة يفكرون في مزاحمة الأموات في المقابر. كما لم تسلم عاصمة الولاية من هذه الانتهاكات خاصة في الجهة الغربية التي تحاول أطراف تحويلها إلى عهدها السابقو خاصة تلك المساحات التي استهدفتها جرافات البلدية خلال الأشهر الماضية. وفي بلديات كل من بلعايبة، برهوم ومقرة استفحلت الظاهرة بشكل ملفت وتحولت مساحات شاسعة إلى بناءات توالدت كالفطريات، منها تلك التي تعرضت إلى الهدم في شهر ماي الماضي، حيث أعيد تشييدها من جديد وفي بلدية امسيف بالجهة الجنوبية لم يتردد أحد المواطنين في احتلال وسط الشارع بالتجزئة الترابية 72 وشيد مسكنا في وضح النهار بمحاذاة سكنات اجتماعية جديدة.ويؤكد مواطنو البلدية أن احترام القانون بات من الماضي وأن رائحة الانتخابات الحالية فاحت بشكل عفن، وتركت المجال مفتوحا أمام كل من يريد البناء أواحتلال ارض تابعة للوكالة العقارية أو مصالح أملاك الدولة، وهو المصطلح الشائع حاليا في أغلب بلديات الولاية أمام دهشة المواطنين ووسط صمت رهيب للجهات المعنية بمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.