تحضر الزاوية القاسمية بالهامل، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لعقد الملتقى الوطني حول حياة وأعمال العلامة الشيخ محمد بن عزوز القاسمي الحسني، المزمع عقده مطلع شهر مارس من السنة المقبلة بمدينة الجلفة، سعيا منها للتعريف بجهود علماء الجزائر في الحفاظ على المرجعية الدينية والشخصية الوطنية. يدخل هذا الملتقى الذي يحمل شعار "في عقد الأشعري وفقه مالك وعلى طريقة الجنيد السالك" ضمن البرنامج الذي سطّرته الزاوية القاسمية في إطار التعريف بعلمائها وشيوخها الذين كان لهم الفضل في نشر العلم وتدريسه، ويعد الشيخ بن عزوز من أبرز علماء الزاوية الذين ساهموا في الحفاظ على عطائها العلمي بعد وفاة العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي عام 1921، كما تعتبر المبادرة التي تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية التفاتة جادة لأهل الفضل بفضلهم، وتقديرا لجهود علمائنا في ميدان المقاومة الثقافية بعد توقف المقاومة العسكرية ضد الاحتلال الأجنبي مطلع القرن العشرين، إلى جانب تثمين مساعي الحفاظ على الثقافة الجزائرية المتجذرة في المجتمع الجزائري. ويهدف الملتقى إلى تشجيع الباحثين الجزائريين ووضع أولى الخطوات لتفعيل الدراسات الفقهية والشرعية التي تعززها العودة إلى التراث العلمي والإستفادة منه على اعتبار أن الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان. ويعد الشيخ محمد بنعزوز القاسمي الحسني (1906 - 1984) من علماء الجزائر المعروفين وفقهائها المشهورين خلال القرن العشرين، تخرج على يده الآلاف من الفقهاء والأئمة وطلبة العلم، إذ ظل مدرسا للعلوم الشرعية بالزاوية القاسمية مدة فاقت الثلاثين سنة امتدت من 1924 إلى 1954، وأثناء الثورة منعته سلطات الاحتلال من مواصلة مهمته فاضطر إلى الانتقال من الهامل مما عطل المسيرة العلمية بالزاوية القاسمية إلا أنه واصلها في مدينة حاسي بحبح بولاية الجلفة، التي استقر بها سنوات الثور، وأسس هناك مسجدا رفقة أخيه الشيخ محمد المكي القاسمي، مدافعا عن اللغة العربية وداعيا إلى الحفاظ على الهوية حاثا على المساهمة في الثورة التحريرية المظفرة حيث كان قاضي الثورة بالمدينة، انتقل بعد الاستقلال إلى مدينة عين وسارة التي استقر بها إلى غاية وفاته عام 1984.