تحضر “مشيخة الزاوية القاسمية” بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لتنظيم الملتقى الوطني الأول “العلامة الشيخ محمد بن عزوز القاسمي الحسني، وجهوده في الحفاظ على مقومات الأمة”، وذلك بالمركز الثقافي “ابن رشد” بمدينة الجلفة ابتداء من الثامن إلى غاية العاشر مارس المقبل تحت شعار “سيرة ومسيرة”، وبرعاية من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. ويعالج الملتقى، وفق بيان خاص تلقت “البلاد” نسخة منه، العديد من المحاور من بينها “الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية مع بداية القرن العشرين” و”سيرة ومسيرة حياة الفقيه العلامة”، ومرحلة التدريس بالزاوية القاسمية من سنة 1924 إلى 1954، ومرحلة ما بعد الزاوية القاسمية 1954 إلى 1984، بالإضافة إلى محور يتعلق بأهم المشايخ الذين تتلمذ على أيديهم، ومنهم محمد بن عبد الرحمن الديسي، محمد المكي القاسمي، أبو القاسم القاسمي، أحمد الأمين بن عزوز، أبو القاسم الحفناوي، القاضي شعيب التلمساني، الشيخ يوسف النبهاني. كما يتطرق الملتقى إلى علاقات العلامة مع علماء عصره وآثاره والفتاوى التي أصدرها وإعرابه لآيات القرآن الكريم. وجاء في الورقة العلمية للملتقى أن تاريخ الجزائر الحديث “عرف الكثير من الرجال الصادقين العاملين، الذين نذروا أنفسهم لخدمة البلاد ونفع العباد، وقاموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم، لكن للأسف لا يزال تاريخهم مجهولا، لا نعرف عنه الشيء الكثير. كانوا يعملون ليل نهار، في صمت وفي هدوء، بعيدا عن الأضواء والشهرة، معتمدين في ذلك على الله، متوجهين بقلوبهم ونفوسهم إلى بارئ السموات والأرض، يستمدون منه العون، مطبقين لأوامره، متمسكين بدينه، مخلصين أعمالهم لله، لا ينتظرون من الناس جزاء ولا شكورا، بالرغم من إمكانية الحصول على مناصب أعلى ومراكز أقوى ومغريات أشهى، أفنوا أعمارهم في خدمة العلم والدين، تنوير الشعب وتوجيهه إرشاده، الدعوة إلى الله والتمسك بدينه الحنيف، تخرج على أيديهم الآلاف من الطلبة والأئمة والأساتذة، وذلك في أحلك الظروف وأصعبها.. ومحاولتنا التعريف بهم نوع من الاعتداء على حياتهم الخاصة، والتدخل فيها، فقد عاشوا العمر كله بعيدا عن الأنظار، محتسبين أمرهم لله وأجرهم وثوابهم على الله كما يذهب إلى ذلك معظم أقطاب التصوف، ادفن نفسك في أرض الخمول، كما جاء في الحكم العطائية. في السياق ذاته، تتمحور إشكالية الملتقى حول البحث في سيرة الشيخ محمد بن عزوز القاسمي الحسني وأعماله، وجهوده في مقاومة المحتل الفرنسي. وتلقيه العلم بالزاوية القاسمية، ثم هجرته إلى تونس والنهل من منابع العلم بها، ثم عودته إلى زاوية الهامل، وتوليه كرسي الفقه بها لمدة فاقت الثلاثين سنة، وانتقاله بعد ذلك إلى مدينة حاسي بحبح، ثم عين وسارة، وقيامه بالصلح بين الناس والفصل بينهم في الخصومات. وهي من المهام الجليلة التي كان يقوم بها علماؤنا، وحرصه الشديد على الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه، والوسائل التي اعتمدها في ذلك، في ظل حكم استعماري بغيض، والحفاظ على استقلالية المجتمع وأصالته في ظل دخول بعض المذاهب الفكرية الغريبة عن المجتمع الجزائري المسلم. وموقفه وجهوده في كل ذلك. من ناحية أخرى، يشارك في تنشيط محاور الملتقى الذي يرأسه الدكتور عبد المنعم القاسمي الحسيني، العديد من الباحثين منهم عيسى الأخضري وعمار جيدل ومحمد الأمين بلغيث وحميدي خميسي وبومدين بوزيد وزعيم خنشلاوي وسعد خميسي ونور الدين زمام، بالإضافة إلى عبد الرحمن تبرماسين ومحمد عيسى ودحية أبو الأنوار، بلقاسم مسعودي، تاج الدين طيبي وغيرهم من كبار الأساتذة والباحثين. كما يتم فيه تكريم شخصية علمية فقهية جزائرية، ومجموعة من تلاميذ الشيخ محمد بن عزوز الأحياء، بينما يقوم الشاعران مبروك زيد الخير وأحمد عبد الكريم بإلقاء قصائد في الملتقى.