أبدى قرابة 5 آلاف طالب بأقسام علم النفس البالغ عددها 22 قسما عبر الجامعات، تخوفهم من عدم إمكانية القيام بتربصاتهم التطبيقية الميدانية وعبروا عن قلقهم إزاء هذه الوضعية المتكررة مع كل موسم جامعي جديد بسبب مقاطعة 1600 أخصائي نفساني للعملية وتقصير وزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي في تنظيم سير التربصات حسب المراسيم والقرارات المنظمة لها، الأمر الذي نتج عنه هذه الأيام غليانا في موقف الطلبة الذين هددوا باحتجاجات في حال استمرار الوضع كما هو. يعيش هذه الأيام، طلبة علم النفس السنة الرابعة تخصصي (عيادي وأرطفوني)، والمقدر عددهم بنحو 5 آلاف طالب يدرسون في 22 قسما خاصا بعلم النفس على مستوى الجامعات والمعاهد الوطنية حالة من القلق، والخوف التي تجددت خلال هذا الموسم كذلك بسبب المصير المجهول لتربصاتهم الميدانية، والتي تدخل في المقرر التكويني والتعليمي في الجامعة بسبب قرار نقابة الأخصائيين النفسانيين تجميد التربص بعد المهلة التي منحتها هذه الأخيرة الموسم الجامعي الفارط لوزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي من أجل تنظيم عملية سير التربصات لفائدة طلبة علم النفس، وفق ما ينص عليه الإطار التنظيمي والتشريعي المحدد في المراسيم التنفيذية من جهة، والقرارات الوزارية الصادرة أواخر الثمانينات وكلها تتعلق بضبط تداريب الطلبة وتكويناتهم. ودخل تجميد تربص طلبة علم النفس يومه ال 24 أمس، والذي بدأته نقابة الأخصائيين النفسانيين يوم 4 نوفمبر الجاري، عندما قررت المقاطعة بناء على "تجاهل وتماطل" الوزارتين المعنيتين بتربص الطلبة في الاستناد واللجوء إلى ما ينظم العملية من خلال إبرام اتفاقية، كما قال في وقت سابق رئيس النقابة الدكتور كداد خالد في تصريحات ل"الفجر"، بين الوزارتين طبقا لما تصمنه المرسوم التنفيذي رقم 88/90 المؤرخ في 3 ماي 1988، المتضمن تنظيم تداريب الطلبة في الوسط المهني الذي ينص على تحديد تواريخ التربصات، مدتها ومكانها وعدد الطلبة المقبول استقبالهم، ومخطط عمل المتربصين والأهداف المرسومة، والمحاور والمواضيع المعتمدة وهوية المتربصين المكلفين بالإشراف على الطلبة ومستواهم، إضافة إلى التكاليف المادية التي تتحملها الأطراف المتعاقدة وشروط أخرى محددة في المادة 7 من المرسوم. وأشار كداد، إلى وجود قرارات وزارية تنظم سير العملية "تجاهلتها" الوزارتين المعنيتين، منها القرار الوزاري المؤرخ في 23 أفريل عام 1989 المتعلق بطبيعة تداريب الطلبة في الوسط المهني وتقييمها ومراقبتها، والقرار الوزاري المشترك مؤرخ في 02 ماي 1989 المحدد لقائمة الشعب المعنية بتداريب الطلبة في الوسط المهني ومدة التدريبات الخاصة بها، مستغربا في هذا الإطار "عدم احترام هذه القرارات ويوجه المئات بل الآلاف منهم بشكل عشوائي وفوضوي، ما أضر بحقوق الطالب والمؤطر". وأكد رئيس النقابة أن طلبة علم النفس هذه الأيام توافدوا وبالعشرات وكل يوم على مكتب النقابة، متسائلين عن "مصيرهم المجهول -على حد تعبيرهم- واستغربوا عدم تحرك مسؤولي وزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي لتنظيم العملية التي باتت مرهونة بإجراءات استعجالية يقوم بها ممثلو الحكومة لمباشرة التربص لفائدة الطلبة باعتباره يحسب كوحدة في المقرر التكويني والتعليمي لهم للحصول على شهادة التخرج". وكان طلبة السنة الرابعة علم النفس بجامعة الجزائر 2 ببوزريعة -حسب مصادر مطلعة- قد نظموا تجمعا، الأسبوع المنصرم، أمام رئاسة الجامعة احتجاجا على تجميد التربصات الخاصة بهم من طرف الأخصائيين النفسانيين، بسبب "عدم تنظيم العملية من قبل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان اللتين تجاهلتا مطلب الأخصائيين النفسانيين بالرغم من وجود العديد من المراسيم المنظمة لسير عمل التربصات المهنية لكن دون جدوى".