قرر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين في اجتماعه المنعقد أول أمس الخميس تجميد تأطير طلبة علم النفس، ابتداء من 4 نوفمبر القادم، احتجاجا على الفوضى والعشوائية والإساءة لطالب علم النفس، الجارية في التربصات التكوينية له بالهياكل والمرافق الصحية، وطالب وزارتي الصحة والتعليم العالي تدارك هذا الوضع بإصدار الاتفاقية المُتعهد بها، وفق ما نص عليه المرسوم التنفيذي المتضمن تأطير التربصات، رقم 88 90، الصادر بتاريخ 3 ماي 1988 . اجتمع أول أمس في العاصمة المكتب الوطني الجديد للنقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، وقام بتقييم مدى ما تمّ تجسيده وتلبيته من مطالب مهنية اجتماعية، وتدارس بدقة الواقع الحالي لتأطير التربصات التكوينية لطلبة علم النفس، وتوصل في النهاية إلى قرار تجميد تأطير طلبة علم النفس في الهياكل الصحية، ابتداء من 4 نوفمبر القادم، وعلى أن يوضع الإشعار بقرار التجميد يوم غد الأحد لدى وزارتي الصحة والتعليم العالي. وحسب ما صرح به خالد كداد، الذي حظي مؤخرا في المؤتمر الوطني للنقابة بتجديد الثقة، فإن هذه الفترة الممتدة من تاريخ اتخاذ قرار التجميد ولغاية الانطلاق فيه هي بمثابة مهلة إضافية لوزارتي الصحة والتعليم العالي، من أجل تدارك الوضع بتجسيد المطلب القانوني المرفوع. وقال كداد ل »صوت الأحرار:« إن طلبة علم النفس الذين هم موزعون على مجموع 22 معهدا لعلم النفس عبر التراب الوطني يطالبون ويلحون ونحن معهم على إصدار الاتفاقية المنظمة لعملية تأطير التربصات التكوينية لهم في الهياكل والمرافق الصحية، وحاليا الكل يعلم بغياب هذه الاتفاقية، رغم أن مرسومها التنفيذي موجود منذ تاريخ 3 ماي 1988 ، وهو يحمل رقم 88 90 ، وهو يتضمن الكيفية التي تتم بها عملية تأطير التربصات الميدانية للطلبة. وأضاف كداد: »كل سنة ترسل هذه المعاهد طلبتها إلى المستشفيات من أجل التربصات المهنية، وهو توجيه يتمّ في ظروف غير منظمة، ولا تحفظ كرامة الطلبة، ولهذا طالبنا بتنظيم هذه العملية في إطار المرسوم المذكور«. وأوضح أكثر:» في السنة الماضية مئات الطلبة يأتون للتربصات خارج الإطار، وفي غياب التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم العالي، وحين أعلمنا الوزارتين بذلك قيل لنا أعطونا الوقت، وفي شهر سبتمبر الماضي جمّدنا التربصات، واستمر التجميد على مدى ثلاثة أشهر، ولأن الإدارة لم تتدخل لحل الإشكال المطروح، قام الطلبة باحتجاجات«. وما يمكن التنصيص عليه وفق ما يواصل محدثنا أن الطلبة في نهاية تخرّجهم مُلزمون بتقديم دفتر موقع، ومذكور فيه كل التربصات المهنية المنجزة، والعلامة، والتقدير، وهذا تحديدا هو الذي دفع بالطلبة في جامعة بوزريعة إلى الاحتجاج من جديد شهر جانفي المنصرم، ممّا حتّم على عميد الجامعة التدخل، ولما استُدعينا طلبنا من المسؤولين تطبيق ما جاء به المرسوم التنفيذي المذكور، ورفعنا التجميد، وأعطينا لهم مهلة استغرقت تسعة أشهر، ومع ذلك وحتى هذه اللحظة لم تُبرم أي اتفاقية في هذا الشأن«. ونظرا لعدم الأخذ بعين الاعتبار ما نص عليه المرسوم التنفيذي السابق ذكره، وتجاهل المادة السابعة فيه التي نصّصت على دفتر أعباء ، يقضي بتحديد مكان التربص، وبرنامج التأطير، وأهدافه، والترتيبات المالية للمؤطرين، وما إلى ذلك، وأمام تماطل وزارتي الصحة والتعليم العالي في إصدار الاتفاقية المنظمة لهذه التربصات، والتوقيع عليها وفق ما تنص هذه المادة، قرر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين تجميد تأطير الطلبة ابتداء من تاريخ 4 نوفمبر القادم، وسوف يودعُ الإشعار بالتجميد يوم غد الأحد لدى وزارتي الصحة والتعليم العالي، وسوف تُذكر النقابة الوزارتين بضرورة التوقيع على الاتفاقية، وقال خالد كداد في هذا الشأن: » يجب على الوزارتين تدارك الوضع، قبل تاريخ 4 نوفمبر، لأنه من غير الممكن أن يتواصل إجراء تأطير الطلبة خارج الاتفاقية، خصوصا وأن الجميع يعلم أن الطلبة ينتمون قانونا إلى قطاع واحد محدد، وهو وزارة التعليم العالي، ولكي يتم تطبيع وتنظيم تأطيرهم بصفة قانونية، يجب ضبط الأمور وفق ما نصّ عليه المرسوم التنفيذي الصادر منذ 24 سنة.