أجمعت النقابات المستقلة الفاعلة في قطاع الصحة على التنديد مما يحدث حاليا من غياب للحوار البناء والجاد وعدم التكفل بالمطالب المهنية والاجتماعية لآلاف الموظفين والعمال التي لا تزال تنتظر تحقيقها، لاسيما في ظل استمرار ”التعنت، التماطل واللامبالاة المنتهجة من قبل مسؤولي الوزارة الوصية وفي مقدمتهم الوزير عبد العزيز زياري الذي همشها تماما” كما قالت، وستكون المجالس الوطنية المقرر عقدها خلال هذه الأيام الفاصل في القرارات التي تزكيها القاعدة. يدخل تسيير وزير الصحة والسكان عبد العزيز زياري، شهره الثالث لقطاع الصحة دون أي تغييرات أو مستجدات إيجابية لصالح العمال والموظفين حسب العديد من الشركاء الاجتماعيين الذين كانوا يراهنون على الكثير عقب التغيير الحكومي على رأس القطاع باستخلاف الجديد بالقديم، لكن كما قالوا ”تبقى دار لقمان على حالها بالرغم من التزام المسؤول الأول على القطاع وتعهده بأن تكون النقابات شريكا فعالا يساعد ويمد يد العون من أجل تخطي كل المشاكل والعراقيل لكن هيهات فحلمها تبخر” كما أجمع العديد من مسؤولي النقابات في تحليلاتهم وتشريحهم للوضع. وقال رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للأخصائيين النفسانيين الدكتور كداد خالد، أمس، في تصريح ل ”الفجر”، إنه ”من غير العادي وزير له ما يقارب 3 أشهر على رأس القطاع لم يبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ووجهنا له مراسلة الأربعاء المنصرم، قصد الحصول على لقاء من أجل التحاور ومناقشة كل المطالب العالقة مهنية كانت أو اجتماعية، لكن لا حياة لمن تنادي وهو ما يجعلنا نترك الأمر بدون تعليق، كما يبقى من الغريب أن لا يضع الوزير التعامل مع الشركاء الاجتماعيين في برنامج أجندته للاستماع إليهم والتكفل بانشغالاتهم وهو السبيل الوحيد للحصول على التهدئة”، لكن يبدو أن هذا الأخير بين أمرين لا حل لهما، كما قال المتحدث ”زياري لا يجد حلولا في حال استقبال النقابات مخافة أن يقع في حرج، وإما أنه لا يهتم ويتحاشى التعامل مع النقابات”. ويرى المتحدث ضرورة وجود ”إرادة سياسية فاعلة وقوية في قطاع الصحة من شأنها تغيير الأمور كما كان الحال عليه في قطاع التربية الذي استفاد فيه الموظفون والعمال من حقوقهم بالتعديلات التي طرأت على القانون الأساسي الخاص والنظام التعويضي”، مؤكدا أن اجتماع المجلس الوطني يوم السبت المقبل، ”سيفصل في العديد من القرارات الهامة لمواجهة هذا الوضع الراكد”. من جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لممارسي الصحة العمومية الدكتور مرابط إلياس أن ”ظروف العمل المتردية، وممارسة المهام في أجواء غير لائقة لا يزال مستمرا وفي آخر المطاف ستكون هناك إسقاطات مباشرة وغير مباشرة على الخدمة الصحية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، يضاف إلى هذا غياب حوار جاد وعدم التكفل بمطالب العمال، ما سيجعل حتما الثقة مفقودة في حلقة العلاقة بين الوزارة الوصية والشريك الاجتماعي الذي يطالب بضرورة العودة بصفة مستعجلة إلى طاولة الحوار وفتح نقاش جاد ومسؤول لبحث العديد من المسائل والملفات منها ملف الأدوية، اللقحات وتسيير القطاع، كما يجب على الوزارة أن تفهم بأن النقابات لها الحق في التمثيل في اللجان المشتركة واللجان الثنائية من خلال تعيين أعضائها، وذلك من أجل تجاوز ما يحصل في القطاع، معلنا في هذا الإطار أن اجتماع المجلس الوطني للنقابة سيكون هذا الخميس بولاية تلمسان و”ستناقش فيه كل هذه التطورات، وكلمة الفصل سترجع للقاعدة”. وفي السياق ذاته، أوضح رئيس النقابة الوطنية المستقلة للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية الدكتور يوسفي محمد، أن المجلس الوطني اجتمع نهاية الأسبوع المنصرم، واتخذ قرارات هامة ستكون محور ندوة صحفية تعقدها النقابة (اليوم) بمقرها بحسين داي تعلن فيها موقف وزارة الصحة والسكان اتجاه الشريك الاجتماعي. وكان رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي الوناس غاشي، في تصريحات سابقة ل ”الفجر”، قد أعلن عن عقد اجتماع للمجلس الوطني هذا الخميس، والذي سيناقش ويقيم كل التطورات والمستجدات، خصوصا وأن الوزير ومنذ أن تولى تسيير القطاع لم يباشر جولات الحوار مع الشركاء الاجتماعيين، رغم أن تصريحاته الأولى كانت تتجه نحو العكس، و”لكن الآن وبعد قرب دخول الشهر الثالث من إشرافه على الوزارة، تبين للنقابة أنه حان الوقت للتحرك لإزالة الغموض والضباب الذي يخيم على العديد من الملفات والتي زادها تجاهل الوزارة الوصية تعقيدا وحدة أكثر، الأمر الذي دفع بالقاعدة ومنخرطي النقابة إلى ممارسة ضغوطات من أجل العودة إلى الاحتجاج بدل التريث والمشاهدة فقط”.