حصدت أغلبية القوائم الحرة التي يدعمها وزير الأشغال العمومية، عمار غول نجاحا في انتخابات المجالس المنتخبة نهاية الشهر المنصرم، بعدما تعذر على رئيس حزب ”تاج” دخول استحقاقات 29 نوفمبر الماضي بمولوده السياسي الجديد، وسط اتهامات كبيرة من خصومه باستغلال إمكانيات الدولة، من خلال التجمعات الشعبية التي نظمها لصالح بعض القوائم تحت عباءة الوزير. قالت مصادر مقربة من وزير الأشغال العمومية ورئيس حزب ”تاج” عمار غول، إن قوائمه الحرة التي شارك بها في الانتخابات الماضية حققت نجاحا باهرا في أغلب الولايات التي شاركت فيها، بفضل الإطارات التي تضمنتها هذه القوائم، سواء الكوادر القديمة ذات الخبرة السياسية في مجال تسيير الشؤون المحلية، أو الوجوه الشابة التي تبحث عن فرصة دون الكشف عن عدد القوائم الحرة التي حظيت برعاية رئيس ”تاج”. وزعمت ذات المصادر، أن النتائج أكدت أن الحزب في الطريق الصحيح وأنه لو دخل الاستحقاقات المحلية لأحدث المفاجأة ولنافس حتى حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، تماما مثلما حدث خلال التشريعيات الماضية، أين حصدت القائمة التي كان يتصدرها الوزير عمار غول عن تكتل الجزائر الخضراء أغلب مقاعد العاصمة. وأرجع خصوم الوزير غول، المنشق عن حزبه حركة مجتمع السلم أسباب نجاح القوائم الحرة التي يدعمها إلى استغلال وسائل الدولة، وتنظيم تجمعات شعبية لصالح بعض القوائم بصفته وزيرا وليس مناضلا أو متعاطفا. واستدلت مصادرنا في حديثها عن استغلال إمكانيات الدولة في الحملة الانتخابية لهذه القوائم الحرة، ما حدث ببلدية الكاليتوس، حيث تعهد وزير الأشغال العمومية، خلال أحد التجمعات التي نظمها لصالح قائمة حرة، بتعبيد طريق بالبلدية يتجاوز طوله 120 كلم، ما أثار باقي القوائم الأخرى عليه، التي هددت حينها بالانسحاب من السباق كما أخطرت لجنة الإشراف القضائي التي ألزمت المرشح بنزع صور الوزير عما غول، كما كشفت مصادر أخرى أن غول نشط عدة تجمعات شعبية لقوائمه الحرة بولايات الجنوب الجزائري، سيما بولاية النعامة. من جهة أخرى، رفض الإسلاميون وفي مقدمتهم حركة مجتمع السلم ربط تراجع نتائجهم في المحليات الماضية، بانشقاق الوزير غول الذي رفض الانصياع لقرارات مجلس الشورى الذي ألزمه بتطليق الحكومة بعد قرار حمس الخروج نهائيا من الجهاز التنفيذي. وقالت النهضة على لسان عضو مكتبها الوطني، وناطقها الرسمي امحمد حديبي، إن الإسلاميين لم يتراجعو في المحليات الأخيرة، كما قالت الداخلية في قراءة نتائجها ”هنا مغالطة كبيرة، والأحزاب الإسلامية تتمركز في المرتبة الثالثة بأكثر من 1500 منتخب”، مضيفا، بأن ”الوزير ولد قابلية تعمد قراءة نتائج كل حزب إسلامي، على حدى لتكريس فكرة تراجعها إلى مراتب متأخرة”.