إذا كان الرئيس نفسه قال في سطيف، في ماي الماضي، لما هتف له صوت من وسط الجمهور "عهدة رابعة"، قال "عاش من عرف قدره"، ما يعني أنه يرفض عهدة رابعة، فلماذا يتزاحم المتملقون للرئيس اليوم، من زعماء أحزاب ونواب برلمان وغيرهم من المطبلين ويروجون قبل الأوان لعهدة رابعة، مع أن الحديث عن الرئاسيات الآن سابق لأوانه؟! الظاهر أن هؤلاء المحسوبين على السياسة وعلى الرئيس تحديدا، مثل بلخادم، لم يعد لديهم ما يقدمونه - ولم يكن لديهم أصلا ما يقدمونه - ويفتقدون إلى برامج، ولذلك هم يترجون الرئيس لخوض عهدة رابعة، حفاظا على مكاسبهم المحققة في عهده. وأكبر المروجين للعهدة الرابعة هو الأمين العام لجبهة التحرير، لأنه يدرك أن عمره السياسي مرتبط بالرئيس، ولا وزن له في الساحة إلا بقربه من بوتفليقة. وبلخادم يعرف أن خصومه، بل حتى أتباعه في الجبهة، لو تأكدوا أنه لن تكون هناك عهدة رابعة للرئيس، لخرجوا عنه، وانضموا لمعارضيه وعجلوا بإسقاطه من على رأس جبهة التحرير، وتسقط معه كل أحلامه في الرئاسة، ويتخلى الجميع عنه. ترديد بلخادم لأسطوانة العهدة الرابعة "مضغان علك" - على حد التعبير الشعبي - لأن الرجل يقصد من وراء هذا الحفاظ على منصبه وما يدره عليه من مزايا على رأس الجبهة لا غير. الأكيد أن الرئيس يدرك هذا جيدا، ولا تخفى عليه مثل هذه الألاعيب وستكشف الأيام المقبلة صحة هذا، وتسقط كل الأوراق الزائفة المتشبثة بشخص الرئيس. لا أفهم ما الهدف من السعي لإنشاء أحزاب ويدعي زعماؤها أنهم البديل الأفضل لنظام الحكم، ثم يتسابقون من جهة أخرى في إبداء الولاء للرئيس! أليس دور الأحزاب هو السعي للوصول إلى الحكم، وتقديم البرامج التي تخدم البلاد، وتعطي تصورا شاملا عن كيفية إدارة الشأن العام؟! لكن الأحزاب عندنا تتكاثر كفطر الخريف وتصطف أمام باب الرئيس يدعي كل منها أنه الأقرب إليه وأنه مع عهدة رابعة وعهدات أخرى لرئيس الجمهورية... فمادام هناك بوتفليقة، ما حاجتنا إذن للأحزاب؟! وما حاجتنا للمزيد من السجلات التجارية السياسية؟! ما يدور هذه الأيام في الساحة السياسية من كلام غير مسؤول عن العهدة الرابعة، وسعي البعض لأخذ المكان الأول في طابور المهللين والمبخرين يندى له الجبين ويصيب المتتبع للشأن السياسي بالغثيان، ولا أقول بفقدان الأمل الذي هو أصلا مفقود مع انتشار الدجل السياسي. حدة حزام