أشار المخرج التونسي عادل بكري، إلى أنّ عمله الوثائقي ”تالة عصيان أبدي” الذي عرض أول أمس بقاعة ”سينماتيك” في إطار الطبعة الثانية لمهرجان ”أيام الفيلم الملتزم” الذي تتواصل فعالياته بالجزائر إلى غاية ال 13 من الشهر الجاري، لا يتحدث عن الثورة بمفهومها المعروف بل عن انتفاضة تونسية بسرد تاريخي وجغرافي لأحداث ”تالة” التي كشفت معاناة شعب منذ مئات السنين وإلى غاية اليوم. نوّه المخرج وكاتب السيناريو التونسي عادل بكري خلال ندوة نشطها، أمس، بقاعة ابن زيدون بالعاصمة، بخصوص فيلمه الموسوم ب ”تالة عصيان أبدي” بأنّه لم يرد من خلال الحديث أو حتى محاولة وصف ما حدث في تونس العام الفارط بالثورة أو”ثورة الياسمين” كما يطلق عليها، باعتبار أنّ الثورة تحتاج إلى تحليل موضوعي وعلمي للأحداث، وهو ما تفتقده مختلف الأعمال التونسية التي أنتجت مؤخرا حول هذه الأحداث، معتبرا أنّ كلمة ”ثورة” تعصف بكل ما هو سائد وقائم في البلد سواء على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، الحضاري وغيرها، قائلا ”وهو ما لم يحدث، حيث بقي كل شيء في مكانه تغير الكرسي بفرار بن علي ولم ينهار الحكم”. وفي السياق نفسه أوضح المتحدث بكري بأنّ نفس الأشخاص بقوا في السلطة غير أنهم لبسوا ثوب الثورة وهو ما فتح المجال للتأويلات والتلاعب بالأحداث التي تداولها المتطرفون والسلفيون الدينيون الذين كانو، حسبه، ”يعيشون في الكهوف أو قصور في الخارج”، مضيفا ”أصبح في مفهوم هؤلاء أنهم أولى بالثورة والدفاع عن تونس وهناك ميليشيات عميلة للحكم نصبت نفسها راعية للثورة على غرار الغنوشي الذي يقم بها أصلا والانتفاضة ليست ملكا لأحد”. وفي الصدد ذاته أكدّ بكري بأنّ فيلمه وثائقي تكريم لشهداء ”تالة” المنطقة المعزولة، حيث يصور ويسرد من خلاله تاريخ وجغرافية ل ”تالة” القريبة من تبسة التي يعود تاريخها إلى 52 ألف سنة، انطلاقا من المعاناة والأّحداث المؤلمة التي عرفتها في عهدي بورڤيبة وبن علي وآخرها بداية الانتفاضة في ديسمبر 2010 إلى لحظة فرار بن علي، الذي خلّف وراءه سقوط 5 شهداء ب ”تالة” في يوم واحد. وأشار المتحدّث إلى توظيفه في نقل صور الجحيم والظلم الذي تعرض له الشعب التونسي، شهادات لأسر الضحايا وصور حقيقية التقطتها الهواتف النقالة وقت الوقائع، وكذا استخدامه الكلمة الملتزمة من موسيقى وأشعار لنزار قباني، محمود درويش، لصلح بن عياد وغيرهم.