قرر القائمون على المهرجان الدولي للسينما، في دورته الثانية (6-31 ديسمبر)، ترك مفهوم الالتزام مفتوحا وغير محدد بالنسبة ل 23 فيلما طويلا ووثائقيا المنتظر عرضه بالعاصمة، في إطار “أيام الفيلم الملتزم"، هذا ما أكدته زهيرة ياحي محافظة التظاهرة في ندوة صحفية، أمس، بنادي فرانس فانون برياض الفتح. أوضحت المحافظة ياحي بخصوص عدم اختيار شعار للدورة الثانية للمهرجان، بالقول: “لا يوجد موضوع معين للالتزام، فضلنا ترك المفهوم مفتوح على أنواع الالتزام الممكنة، سواء أكان التزاما سياسيا أو جماليا أو إنسانيا أو ثقافيا..."، مبررة بكلامها غياب شعار يضع الطبعة الثانية في سياق معين، خاصة ما اتصل به بما يصطلح عليه بالثورات العربية وغيرها من القضايا. وقد تكفل أحمد بجاوي المدير الفني - حسب المحافظة - باختيار الأفلام المبرمج عرضها في قاعات السينماتيك وابن زيدون، معتمدا على أهمية العمل، تأثيره على المحيط الإعلامي والنقدي، غير آخذ بعين الاعتبار سنة الإنتاج: “لهذا العام أيضا لم نشترط سنة الإنتاج، فالأعمال المصنفة أنجزت منذ سنتين، لكنها رائعة وتستحق المشاهدة، في انتظار السنة المقبلة حيث سنطلب من الراغبين في المشاركة تقديم أحدث الأفلام"، توضح زهيرة ياحي. إختارت لجنة التنظيم الفيلم الفلسطيني الطويل “زنديق" للمخرج ميشال خليفي، والوثائقي “تالة الانتفاضة الأبدية" لعادل بكري، فيما يدل فيلم “ولاية" الطويل للمخرج بيدرو بيرز روزادو، التفاتة جزائرية من قضية الصحراء الغربية، وهو عمل صور في مخيمات قرب الحدود الجزائرية مع لاجئين صحراويين مثل “فاطمة". واعتبرت ياحي هذين الاختيارين شكلا من أشكال التزام المهرجان بهاتين القضيتين المحوريتين. نقرأ في برنامج الفعالية، عروضا وثائقية (بسينماتيك الجزائر) مثل “لقد التحقوا بالجبهة" لجان اسيلميير، “مجاهدات" لالكسندر دولز، “المجاهدة والمظلي" لمهدي لعلاوي، “الحروب الثلاث لمادلين ريفو" التي تكون من بين المكرمين إلى جانب كوستا غافاراس الذي سيحضره بدوره في آخر أيام المهرجان بمناسبة عرض فيلمه الأخير “كابيتال"، وأخيرا تكريم “شبكة شاشات" من فلسطين. جدير بالذكر أن المهرجان الدولي للسينما، سيستعمل لأول مرة في الجزائر، في عرض الأفلام تقنية الفيلم الرقمي الحديثة (D C P) نظير ال 35 ملم، وذلك في انتظار أن تعمم التقنية في كامل قاعات العرض عبر الوطن.