عرض الفيلم القصير ”اليد اليسرى” للمخرج المغربي فاضل شويكة، أول أمس، بقاعة ”السينماتيك” بوهران في إطار مهرجان الفيلم العربي السادس الذي يستمر بالمدينة ذاتها إلى غاية ال 12 من الشهر الجاري، في محاولة منهل إبراز بعض السلوكات السيئة والعادات التي تتنافى مع الأخلاق كالجهل، التستر وراء الدين والتسلط الأبوي بعيدا عن لغة الحوار والتواصل بين أفراد الأسرة. يعود المخرج شويكة في هذا الفيلم القصير الذي عرض ضمن اليوم الأول من فعاليات الحدث السينمائي العربي، وبمشاركة سبعة ممثلين، هم محمد خوي بطل العمل، وفاء مسعودي، رضا عباسي، لمياء جعفري، بن عيسى جيري، رحال وأبو العلا، طوال 21 دقيقة، كانت كافية لرسم حكاية جميلة وهادفة تميز تصويرها وتقديمها باحترافية عالية، حيث يصور العمل قصة عبد العالي الطفل الذي يستخدم يده اليسرى في القيام بأي شيء في تصرفاته وحركاته، يستعملها حين يكتب، يرسم، يرفع يده بالقسم، يسلّم وغيرها، لكن ذات يوم يتفاجأ بصفعة من والده ”الملتحي” على وجهه عقابا له على وضع يده اليسرى في فمه، حيث يشير هنا المخرج إلى الغطرسة والجهل الذي لا يفرق بين كبير وصغير، حتى رحمة الأبوة غائبة والتي تجلت في مراحل نشأة الطفل الذي ولد ”أيسر” رغما عنه، حيث يتكرر مشهد معاملته والد السيئة له في المدرسة القرآنية، المدرسة والمنزل، أثناء الأكل وغيرها، وإذا استعمل يده اليمنى دون علمه فإنه يعاقب بشدة وقسوة من الأب المتطرف وذلك بغرس قلم في كف يده دون شفقة، وبعد بلوغه سن المراهقة قام والده بتهشيم ”يده اليسرى”لتكبر معه عقدة نفسية حاول تجاوزها شيئا فشيئا، فتزوج ورزق بطفل ورث عنه كل شيء، وأوضح المخرج رؤيته للعلاقة المنعدمة بين الأب وابنه التي تطرح بعدا أخلاقيا لفكرة رفض التطرف الديني،وذلك عندما جاء اليوم الموعود، بينما الابن وزوجته في مطعم يتناولون الأكل فإذا بانتحاري يفجر نفسه، حيث تفصل ذراعه اليمنى من قوة الانفجار، فهو دلالة على حتمية لا مفر منها بخلقه ”أيسرا”، وأن الله أسمى ممن يتكلمون باسمه. يذكر أنّ المخرج شويكة لم يحضر عرض فيلمه لأسباب مجهولة.