عرف بغيرته على السينما الجزائرية وعشقه الجياش لكل إبداع سينمائي نابع مع عمق الحضارة الوطنية والتاريخية لبلادنا فكان من الأوائل الذين غادروا إلى بلجيكا لدارسة الفن السابع رفقة نخبة هامة من السينمائيين الجزائريين الذين سطع نجمهم مؤخرا في سماء العالمية بأعمال مشرفة ومرموقة فحصوله على ديبلوم المدرسة العليا للسينما كان بمثابة البوابة الحقيقية لتحقيق الحلم الذي راوده منذ الصغر فلم يرد أن يكون لا مخرجا ولا ممثلا ولاحتى سيناريستا بل إختار أن يكون مستشارا في السينما ويهتم بشؤون الجالية الجزائرية بفرنسا بالتعاون مع الجمعيات السينمائية من خلال تسطير برامج ثرية تعرض من خلالها أحدث الأفلام الجزائرية وتكشف الصورة الحقيقة للبلاد . سير الأستاذ بن صالح الحاج قاعة السينماتيك لوهران مدة 30 سنة فإكتشف معالم الإبداع السينمائي وأهميته لدى الجمهور بعد أن أتيحت له فرصة تسطير البرامج السينمائية بالقاعة وبرمجة العروض والحصص الأسبوعية فزاد عشقه للسينما وصار أكثر وفاءا لهذا العالم الجميل فلم يتوان يوما عن إعطاء المزيد ولأن الحاج بن صالح يعتبر من أكثر السينمائيين معرفة بالتحولات التي عرفتها السينما الجزائرية خلال السنوات الأخيرة فكان لا بد لنا من الإتصال به حتى نجيب عن بعض التساؤلات المبهمة التي طالما شغلت تفكير عشاق الفن السابع بالجزائر فإستقبلنا بصدر رحب وأجابنا عن جميع الأسئلة في الحوار التالي : الجمهورية : كيف تعرف تخصصك في مجال السينما ومتى كانت بداياتك ؟ ب. الحاج : في البداية لم أكن أتوقع أبدا أن أختص في السينما رغم عشقي الكبير لهذا العالم الجميل الذي كان يستهويني منذ صغري حيث كنت أعمل كمعلم في إحدى المدارس الإبتدائية بمعسكر وهي مدرسة زهانة أحمد« وكان ذلك سنة 1967 وبعد 4 سنوات من التعليم قررت أن أدخل عالم السينما من بابه الواسع مع العلم أنني كنت أقدم عروضا سينمائية مختلفة للأطفال الأمر الذي شجعني على تحقيق حلمي بأن أكون مستشارا سينمائيا لأدرك بعد فترة أن هذا لن يتحقق إلا بدخولي معهد التكوين السينمائي حيث جاءتني فرصة من ذهب عندما عرض علي السفر إلى بلجيكا للإلتحاق بمدرسة خاصة بالتكوين السينمائي والكائنة ببروكسل فلم أضيع الفرصة بطبيعة الحال وتوجهت رفقة 16 شخصا من الجزائر نحو بلجيكا من بينهم المخرج الجزائري المعروف بلقاسم حجاج وكذا إبراهيم ساكي وغيرهم من السينمائيين الذين صاروا من أهم المخرجين بالعالم الأوروبي والعربي وبعد 4 سنوات من التربص والتكوين تحصلت على شهادة المدرسة العليا للسينما سنة 1974 بعد أن تلقيت تكوينا شاملا حول معالم السينما العالمية وأهم المقاييس الناجحة لإخراج فيلم معين أو إنتاجه والعديد من المواضيع التي لها علاقة بالفن السابع لأتوجه بعد ذلك إلى وهران عاصمة الغرب الجزائري أين عرض علي منصب بالإذاعة الجهوية لكنني فضلت التكفل بقاعة السينماتيك لأصبح مسؤولا عن تسييرها ومكلفا بمجموع العروض المبرمجة من أفلام وأشرطة وثائقية لتتواصل هذه المهمة النبيلة لمدة 30 عاما حيث عشت أجمل لحظات عمري بهذه القاعة وإكتشفت الكثير من خبايا السينما خلال تنظيمي لعدد من الأسابيع السينمائية للأفلام الجزائرية والإيطالية وكذا الفرنسية وغيرها من الأفلام العالمية فكانت لي فرصة حقيقية لرؤية أحدث الأفلام من جهة والتعرف على المخرجين والممثلين الذين كانوا غالبا ما يحضرون للقاعة خلال العرض الأول لجل أعمالهم المبرمجة وهكذا وبعد 30 سنة من الخدمة والوفاء لسينماتيك وهران أنا الآن أعمل كسينمائي مختص ومستشار كما أعكف على تنظيم التظاهرات السينمائية بالجزائر وفرنسا وأعمل أيضا على توزيع بعض الأفلام الجزائرية بالمناطق الأوروبية لإتاحة الفرصة أما الجالية الجزائرية لإكتشاف أحدث الأعمال السينمائية بالساحة الجزائرية . الجمهورية : بحكم مشوارك الطويل وخبرتك في مجال الإنتاج والتوزيع كيف تقيم لنا حال السينما بالجزائر؟ ب. الحاج: قبل أن أكشف عن رأيي حول وضعية السينما بالجزائر إسمحوا لي أن أؤكد أن عشقي للسينما فوق كل إعتبار ولم ألحظ أبدا الوقت وهو يمر من أمامي لأجد نفسي الآن معفيا من مسؤولية تسيير السينماتيك والفترة التي قضيتها بهذا المجال كافية جدا لتجعلني قادرا على تقييم هذا القطاع الذي عرف تحسنا كبيرا خلال السنوات الأخيرة وأنا أعتز كثيرا بالمجهودات التي بذلها عدد من المخرجين وكذا المسؤولين لتعزيز هذا القطاع لا سيما سنة 2007 بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عندما تأكدت الجهات المسؤولة على رأسها وزارة الثقافة أنه توجد مواهب إبداعية جمة وقدرات لا يستهان بها في مجال الإخراج السينمائي الأمر الذي دفعها لإعطاء الفرصة لهؤلاء المبدعين سواء في فئة الأفلام الطويلة أوالقصيرة وحتى الأفلام الوثائقية والأهم من ذلك أن المسؤولين لاحظوا مشكل الإنتاج الجزائري ومدى حاجة هؤلاء المبدعين له في ظل التطورات السينمائية العربية والعالمية والحمد لله فقد تم إحياء السينما الجزائرية بأعمال جيدة وفي المستوى وهو أمر مشرف خصوصا أنه تم على هامش هذه التظاهرة إنتاج ما يقل عن 68 فيلم جزائري . ومن جهة أخرى فإن الأعمال السينمائية التي أخرجت حديثا قد حققت الكثير من النجاحات وحازت على العديد من الجوائز خلال التظاهرات العالمية ورغم أن هؤلاء المخرجين يعدون على الأصابع إلا أنهم قدموا ما عليهم وأنا شخص أعتز بهذه الأسماء على غرار أحمد بن عيسى صابرية دراوي وآمال كاتب إضافة إلى عبد النور زحزاح وغيرهم لكن علينا القول أن هؤلاء لا يستطيعون لوحدهم تمثيل الجيل الصاعد مما يدفعنا للمطالبة بالمزيد منتظرين بذلك ظهور أسماء أخرى من شأنها أن تعزز السينما الجزائرية وتدفع بها نحو التألق والنجاح . الجمهورية : ألا ترى أن مشكل التوزيع فيما يخص الأفلام قد رهن نوعا ما مستقبل المخرجين الجزائريين ؟ ب . الحاج: في الحقيقة هو ليس مشكلا بل ظاهرة حقيقية وخطيرة كما أن لها العديد من الأبعاد السلبية على السينما الجزائرية بصفة عامة وخير مثال على ذلك سينماتيك وهران التي لا زالت تعرض نفس الأفلام منذ فترة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إنعدام التوزيع وبعث أحدث الأفلام حتى يتم عرضها بالقاعة كي يتفرج عليها جمهور وهران الذواق للسينما فالأمر الذي لا يعيه هؤلاء المختصون في هذا المجال أن السينما لا توجد بالعاصمة فقط بل هناك ولايات جزائرية أخرى تحتاج لإنعاش القطاع ففي وقت مضى كانت سينماتيك وهران تستقبل أسبوعيا حوالي 30 فيلما جديدا لكن الأمر إختلف اليوم وصار الجمهور الوهراني يتوق لعرض أفلام جديدة وهذا ببساطة يؤكد أننا لا نتلقى أي مساعدة من طرف الموزعين بالعاصمة الذين يهتمون فقط بمنطقة الشرق متناسين عاصمة الغرب الجزائري. والأسوأ من ذلك كله أن المتضرر الوحيد في هذه المشكلة هي الأفلام في حد ذاتها التي تصبح حبيسة الأدراج لسنوات وتضمحل ببطء بدور السينما كما أن المخرجين يخسرون جمهورا رائعا وذواقا للفن ولا يستطيعون الوصول إلى قلوبهم أو حتى التعريف بأعمالهم وإذا تعمقنا أكثر في الأمر فلا يمكن الإنكار أن دور السينما هو حماية الفيلم لسنوات وتقديمه للأجيال في ظروف جيدة ليعرض في إطار برامج معتمدة من طرف دور السينما ولكن ما أذهلني فعلا هو أننا في فترة العشرية السوداء كنا نقدم أفلاما جديدة وكان لدينا جمهور غفير بالقاعة واليوم لا نستطيع حتى أن تعرض فيلما سينمائيا واحدا !!. فيا لسخرية القدر!! الجمهورية: تراجع السينما بوهران يعود لمشكل التوزيع فقط !! أم أن هناك عوامل أخرى حالت دون تطور هذا القطاع ؟ ب. الحاج: بالفعل يوجد مشكل أكبر من التوزيع وهو انعدام القاعات فكيف يعقل لعاصمة مثل وهران أن لا تحوي قاعات سينمائية للعرض وإذا تغلغلنا أكثر في الموضوع فإننا نجد أن قاعة السينماتيك هي الوحيدة التي لا زالت تنشط من خلال عرضها للأفلام واحتضانها للقاءات الخاصة بالفن السابع في حين تغلق دور العرض الأخرى كالسعادة والمغرب اللتان خصّصتها فقط لإحتضان المهرجان الدولي للفيلم العربي، لكن ما يجهله الكثيرون هو أن السينماتيك هي في الأصل مركزا لحماية الأرشيف التاريخي السينمائي وبما أنه لا يوجد قاعات أخرى تختص في عرض الأفلام الإجتماعية والدرامية وكذا البوليسية فهي مجبرة على إنقاذ الوضع وبرمجة هذه العروض حتى لا تندثر السينما بوهران وينضم جمهور الباهية بفكرة أنه لا توجد قاعات سينمائية لعرض الأفلام. والأسوأ من ذلك أن بعض القاعات كالمغرب مثلا لم تجهز بعد ولم تكتمل بعد أشغال التهيئة بها لكن رغم هذا فإن الجهات المختصة قد فتحتها أمام الجمهور وضيوف مهرجان الفيلم العربي الذين إفتقدوا للراحة أثناء عرض الأفلام المشاركة ضمن المنافسة الرسمية للمهرجان، ومباشرة بعد انتهاء التظاهرة أغلقت الأبواب في وجه الجمهور الوهراني وأخذت جميع الأفلام إلى العاصمة ليعود الرّكود إلى هذا القطاع عن جديد ويعيش عشاق الفن السابع حالة أخرى من الروتين والملل، وبعيدا عن »المغرب« و»السعادة« فإن القاعات السينمائية الأخرى لا زالت مغلقة مثل قاعة »مرحبا« وغيرها من القاعات التي لم ترمّم بعد وهذا أمرمؤسف بالنسبة لمدينة وهران التي لم تلق إهتماما كبيرا في هذا المجال مقارنة مع العاصمة التي احتفلت مؤخرا بفتح فاعة سينمائية جديدة وذلك يوم 22 ديسمبر 2010 في الوقت الذي لا نزال نتطلع فيه لإلتفات المسؤولين إلينا وتتم معالجة مشكلة التوزيع والقاعات في أقرب وقت ممكن. الجمهورية: بما أنك تحدثت عن المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران وبصفتك مختصا سينمائيا معروفا ، كيف وجدت هذه الطبعة وكيف تقيم المشاركة الجزائرية في التظاهرة؟ ب . الحاج: أنا أتأسّف فعلا للصورة المزرية التي ظهر بها هذا المهرجان فوقته لم يكن مناسبا أبدا كما أن التحضيرات كانت سيئة والتنظيم غير مشرّف أبدا، فتنظيم مهرجان مثل هذا النوع ليس بالأمر الهيّن حيث يحتاج المنظمون وقتا طويلا ومدة كافية لتسطير البرنامج ودراسة العروض وكذا النشاطات الأخرى التي تقام على هامش المنافسة الرسمية، فكيف يعقل أن يتم الإعلان عن انطلاق التظاهرة قبل يوم واحد أو بساعات قليلة فقط لدرجة أنه لم يتم حتى توزيع اللافتات الإشهارية الخاصة بالمهرجان ولم تكن هناك حملة إعلامية كبيرة ، حيث كانت شوارع وهران خالية من أي لافتة تدل على وجود تظاهرة سينمائية، وضف إلى ذلك البرنامج فيما يخص الفندقة والإطعام والنشاطات الترفيهية المخصصة للضيوف العرب حيث عرف هذا الأخير فقرا من ناحية التنوع والثراء. أما فيما يخص المشاركة الجزائرية فأنا سأتكلم عن المشاركة المحلية التي كانت منعدمة تماما حيث لم توجه أي دعوة لمخرجين من وهران على غرار حويدق ومراح وغيرهم وهذا أمر مؤسف، مما يجعلني أؤكد بكل موضوعية أن وهران لم تأخذ شيئا من هذا المهرجان الذي نسب إليها بالإسم فقط في حين أن التنظيم والمشاركات كلها جاءت من العاصمة وحتى الإعلام المحلي قد ظلم في هذا المهرجان ولم يحظ لمكانته المستحقة لدرجة أنه حتى الندوة الصحفية عقدت بالعاصمة ، مما يجعلني أتساءل لماذا نظم هذا المهرجان بوهران؟! ولا زلت حاليا متخوّف من أن تكون الطبعة القادمة أيضا فاشلة مثل سابقتها آملا من كل قلبي أن تكون أحسن بكثير وتشرف السينما الجزائرية التي تحتاج لهذا النوع من التظاهرات كما آمل أن يأخذ المسؤولون بعين الإعتبار كل النقائص حتى يتفادوها في الطبعة المقبلة إن شاء الله إرضاء لرغبة الجمهور الذي لم تتسن له الفرصة للقاء نجومه المفضلين الذين غادروا المهرجان مبكرا لأسباب مجهولة. الجمهورية: هل ترى أن الإنتاج المشترك بين الجزائر ودول أوروبية أخرى يؤثر سلبا على تطور السينما الجزائرية؟ ب. الحاج: ليست بمشكل لكن يمكن القول أن الإنتاج المشترك غالبا ما يخلق مشاكل بين المنتجين لا سيما في المهرجانات مثلما حدث تماما مع فيلم عمّور حكار أيام قليلة من الراحة، لكن المأخوذ به حاليا هو أن أي فيلم سينمائي سواء كان إنتاجه جزائري أو أوروبي يُنسب إلى جنسية مخرجه ، فإذا كان المخرج جزائري فالفيلم بطبيعة الحال يكون كذلك حتى وإن كان الإنتاج مشتركا أو مموّلا مائة بالمائة من طرف دول أخرى غير الجزائر، وأنا شخصيا أفتخر بكل المخرجين الجزائريين حتى ولو كانوا مقيمين بالمهجر ولا يحسنون تكلم اللهجة المحلية فيكفينا فخرا واعتزازا أن دماءهم جزائرية. أما فيما يخص إشكالية المهرجان فهذا أمر لا نكترث له ولا يهمنا أصلا وهو نقاش لا نحبّذ الدخول فيه إطلاقا. ومن جهة أخرى فنحن نطالب سلطاتنا بتمويل هذا القطاع بشدة حتى لا يتعرّض مخرجونا للضغط من طرف المنتجين الفرنسيين رغم أنه سيتحسن في كثير من المرات أن يكون هناك إنتاج مشترك معهم بدافع الحاجة إذا كان الأمر يستوجب تصوير بعض المشاهد بفرنسا أو إدراج جزء من التاريخ المشترك بين البلدين. وغير ذلك فيجدر بمخرجينا أن يتجهوا نحو الإنتاج الجزائري وتصوير المشاهد بمناطقتنا الجميلة لخدمة السياحة الوطنية وكذا الإقتصاد لأن ذلك يترتب عنه تشغيل العديد من العمال واستغلال الفنادق وغيرها من الإيجابيات الأخرى. الجمهورية: ما هي الأصداء التي تتلقاها السينما الجزائرية في أوروبا وخصوصا في فرنسا؟ ب. الحاج: السينما الجزائرية متألقة كعادتها في الدول الأوروبية بفضل عدد من المبدعين المعروفين كلخضر حمينا وأحمد راشدي وغيرها من السينمائيين الذين حازت أعمالهم على عدد كبير من الجوائز العالمية ، والحمد لله فقد ظهر جيل جديد من المخرجين الذين نجحوا هم أيضا في إبراز السينما الجزائرية، ولا ننسى بطبيعة الحال الجالية الجزائرية المتواجدة بالمهجر والمتابعة لجميع الأعمال السينمائية الوطنية وتنتظر بفارغ الصبر عرض أحد هذه الأفلام بقاعات السينما وفي إطار البرامج المسطرة من طرف الجمعيات الجزائرية الناشطة هناك، لكن المشكل الوحيد هو التوزيع لأن هذه الجمعيات تلاقي صعوبة كبيرة في عرض هذه الأفلام لأن الجهات الفرنسية وللأسف لا تساعد على ذلك بل بالعكس تصعّب علينا الأمور أكثر مما هي صعبة وتفرض شروطا معقدة رغم أنه يوجد إقبال كبير من طرف الجمهور الجزائري على القاعات لمشاهدة هذه الأفلام الجزائرية، وخير دليل على ذلك فيلم »المحنة لنور الدين زروقي« الذي عُرض الأسبوع الفارط خلال تظاهرة »بانوراما السينما الجزائرية« حيث عرف هذا الفيلم إقبالا كبيرا وإستحسانا أكبر من طرف الجمهور الذي تفاجأ بإبداعات السينما الجزائرية وطالب بعرض أكبر عدد ممكن من أفلامها، وهذا لن يتحقق طبعا إلا بمساعدة الجهات المختصة وممثلي الجزائر بأوروبا وإتخاذهم لجميع الإجراءات اللازمة لتنظيم مثل هذه التظاهرات السينمائية الناجحة. الجمهورية: حدثنا قليلا عن اللقاء السينمائي الذي ستحتضنه السينماتيك هذا اليوم أين ستقدم فيه مجموعة من الأفلام القصيرة؟ ب. الحاج: في الحقيقة أن هذه المبادرة هي من تنظيم المركز الثقافي الفرنسي لوهران حيث سأقدم مجموعة من الأفلام القصيرة وعددها 11 فيلما قصيرا وذلك لمدة ساعة ونصف الزمن، وهي أفلام فرنسية إخترتها من مهرجان المدارس السينمائية "لبواتي" في طبعته ال 33 بفرنسا الذي نظم في ديسمبر 2010 ، وعليه فستكون الأبواب مفتوحة أمام الجمهور الوهراني للإطلاع على هذه الأفلام التي أنتجت جميعها سنة 2010 . ومن جهة أخرى ومع نهاية شهر أفريل فستنظم أيضا لقاء حول "مدارس السينما العالمية" حيث ستستضيف بعض الأسماء السينمائية البارزة في أوروبا لخلق الإحتكاك بينهم وبين السينمائيين الجزائريين وسيكون هناك فضاء مخصص "للفيلم القصير" مع برمجة موائد مستديرة يشرف على تنظيمها عدد من الباحثين والأساتذة في عالم السينما. الجمهورية: آخر كلمة؟ -ب. الحاج : أملي الكبير أن تتطور السينما الجزائرية وتفتح القاعات أمام عشاق الفن السابع ببلادنا وخصوصا بوهران حتى يتم عرض أكبر قدر ممكن من الأفلام كما يجب الإهتمام بالمواهب الشابة واستثمار ابداعاتها كما نطلب مساعدة الإذاعة الجزائرية التي تملك عددا لابأس به من التقنيين والمخرجين الذين كرسوا حياتهم لخدمة السينما لكن الظروف فرضت عليهم العمل في مؤسسات أخرى كما نطمع لخلق تكوينات وورشات خاصة بالسينما وذلك بالتعاون مع مختصين من التلفزيون الوطني والإذاعة التي تملك مصورين محترفين وشكرا لكم.