ثمنت الطبقة السياسية في الجزائر عموما خطاب الرئيس الفرنسي أمام نواب الشعب، واعتبرت خطوة حديثه عن حقيقة الاستعمار بمثابة خطوة هامة، ولو أنها تحتاج إلى المزيد في نظرها. الشريف عباس: ”خطاب يحمل الكثير من التفاؤل ويحتاج إلى تحليل معمق” وصف وزير المجاهدين محمد الشريف عباس خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بالخطاب السياسي الكبير، تحدث فيه عن محاور شاملة تخص الذاكرة بين البلدين وفترة الاستعمار الفرنسي”. وتابع عباس ”خطاب الرئيس الفرنسي خطاب يحمل العديد من الدلالات، وهو يحتاج إلى تحليل معمق ودراسة جدية لتوضيح الرؤية الفرنسية لموضوع تجريم المستعمر”. وقال وزير المجاهدين، أول أمس، إن ”خطاب هولاند يحمل الكثير من التفاؤل بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين”، وتابع ”إنه تصريح جيد ومهم وهو تقريبا ما كنا نتمناه أو ننتظره من المسؤولين الفرنسيين”. زهرة ظريف بيطاط: ”إشارة واضحة إلى اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية” اعتبرت المجاهدة وعضو مجلس الأمة زهرة ظريف بيطاط أن ”خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو إشارة واضحة إلى اعتراف فرنسا بالاستعمار وما اقترفه في الجزائر”، وتابعت المجاهدة بيطاط إن ”هولاند أعلن من خلال خطابه القطيعة مع سياسة الرؤساء السابقين واعترف بالجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي في الجزائر”. وأوضحت بيطاط أن ”هولاند تحدث عن مجازر 8 ماي 1945 وتعرض الشعب الجزائري طوال فترة الاستعمار إلى كل أشكال القتل، الإبادة، الظلم والحڤرة”، وهذا يؤكد أن ”هناك فرنسيين يعترفون بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار في الجزائر”. والمفرح بالنسبة للمتحدثة هو ”أن فرنسا اليوم جاءت إلى الجزائر من أجل بناء علاقات اقتصادية على قدم المساواة، وهذا يعني شراكة اقتصادية وهي لا تنظر إلى الجزائر على أساس أنها سوق تعرض فيه بضاعتها وسلعها”، ثم تابعت ”هناك إرادة سياسية للتوصل إلى تحقيق هذا الهدف، وهذا ما التمسناه في خطاب الرئيس الفرنسي”، متمنية أن ”تجد هذه الإرادة طريقها إلى التجسيد”. بلقاسم بلعباس: ”مرتاحون عندما تعترف فرنسا بجزء من مسؤوليتها” أعرب حزب جبهة التحرير الوطني على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان بلقاسم بلعباس عن ”ارتياحه” للاعتراف الذي وصفه ب ”الصريح” للرئيس الفرنسي بالمجازر والتعذيب اللذين ارتكبا في حق الجزائريين، حيث أكد أنه ”لا يسعنا إلا أن نكون مرتاحين عندما تعترف فرنسا بجزء من مسؤوليتها في الاستعمار وهذا يعد خطوة هامة في العلاقات بين البلدين”. ميلود شرفي: ”الخطاب معتدل والمهم الاعتراف بالجرائم الاستعمارية” اعتبر ميلود شرفي رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعترف ”بشكل صريح” بجرائم فرنسا، واصفا إياها ”بالبشعة” بالنظر إلى معاناة الجزائريين. وأشار شرفي إلى ”أن خطاب هولاند كان معتدلا وصريحا فيما يخص الوجود الاستعماري في الجزائر”، متابعا ”لقد اعترف بالجرائم الاستعمارية بشكل واضح لا يعتريه أي غموض”. وأضاف أنه حان الوقت للكف عن اعتبار الجزائر مجرد ”سوق مربحة”، لأنها ”قادرة من خلال إمكانياتها على بناء شراكة اقتصادية قوية في كلا البلدين”. حنون: ”اعتراف وإعلان عن القطيعة مع الماضي” قالت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال إن ”خطاب الرئيس فرانسوا هولاند هو اعتراف واضح وصريح عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي طوال فترة تواجده بالجزائر”، لتضيف أنه ”لأول مرة يعترف مسؤول فرنسي رفيع المستوى بالمسؤولية الفرنسية في الجرائم التي وقعت بالجزائر طوال فترة قرن ونصف قرن من الزمن”. وأوضحت حنون، أن ”خطاب هولاند تضمن العديد من الإشارات تؤكد القطيعة مع السياسة التي اعتمدها الرؤساء الفرنسيين السابقين، حيث أبدى رغبة ملحة في فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين”. وقالت حنون إن ”الرئيس الفرنسي كان إمكانه أن يكسب مودة وقلوب كل الشعب الجزائري لو أكد عدم تدخل بلاده عسكريا في منطقة الساحل وبالضبط في أزمة مالي”، كون القضية تقول حنون ”تخص أمن واستقرار الجزائر، وهو البلد الذي ينوي بناء مستقبل واعد معه وهو لن يتأتي إلا باستقرار الجزائر وضمان أمن وسلامة جميع حدودها البرية”. بطاطاش: ”خطاب هولاند خطوة إيجابية غير كافية” اعتبر أحمد بطاطاش رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية بالمجلس الشعبي الوطني أن ”خطاب هولاند خطوة إيجابية، ولكنه يبقى غير كاف لأنه لم يذهب إلى أبعد ليكون في مستوى تطلعات الشعب الجزائري للاعتراف بمعاناة الاستعمار”. وقال بطاطاش إن ”السلطة الفرنسية تطلب من تركيا الاعتراف ”بالجرائم” التي ارتكبتها ضد الأمن والشعب الجزائري أيضا له الحق في مطالبة فرنسا ”ليس فقط الاعتراف بجرائمها ولكن أيضا باعتذارات”. لعور: ”هولاند قدّم جزءا من الحقيقة حول الاستعمار” قال نعمان لعور رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف الجزائر الخضراء إن ”الرئيس الفرنسي قدم ”جزءا من الحقيقة” حول الاستعمار في الجزائر مما أدى إلى وقوع خلط بين ”الجلاد” و”الضحية”. وأوضح لعور أن ”هولاند في تطرقه إلى التاريخ أعطى جزءا من الحقيقة حول التواجد الاستعماري الطويل، مما أدى إلى وقوع خلط بين الجلاد والضحية”. وقال البرلماني، إنه يجب على الرئيس الفرنسي الاعتراف بأن ما حدث في التاريخ من خلال طلب ”اعتذارات صريحة” و”ملموسة” من الشعب الجزائري على ”الويلات” التي ارتكبتها فرنسا خلال 132 سنة من الاستعمار. أما بخصوص موضوع التجارب النووية التي قامت بها فرنسا في الجزائر، أشار لعور إلى أن أشخاصا ”ما زالوا يموتون بفعل هذه التجارب، وهناك أطفال يولدون بتشوهات نتيجة مخلفات تلك الإشعاعات النووية”، ليؤكد قائلا: ”بالنسبة لنا يجب تسوية كل هذه المشاكل لتوفير مناخ ثقة بين البلدين”.