دقت عائلة لكحل، التي تفترش الرصيف في هذا الجو البارد دون سقف يأويها ناقوس الخطر، بعد أن قضى الفيضان الأخير الذي حل بالعمارة ”ف 6” بحي حسن العسكري ببلدية باب الوادي، منذ تاريخ 28 نوفمبر الماضي، على شقتهم المتواجدة بالطابق الأرضي وعلى كل أثاثها. في حين تنتهج البلدية سياسة التماطل تجاههم. تتواصل معاناة عائلة لكحل التي تقاسي الأمرين جراء الأوضاع التي آلت إليها حالة شقتهم الكائنة بالطابق الأرضي للعمارة ”ف6” بحي حسن العسكري بباب الوادي، بعد الفيضان الذي مر بها منذ قرابة شهر كامل بعد تساقط الأمطار الغزيرة والمتواصلة، والتي أدت لإغراق شقتهم بكل محتوياتها بل كادت تلك المياه التي غزت مسكنهم تغرق أحد أولادها، إلى أن تدخل الجيران واستنجدوا بالحماية المدنية التي سارعت لإخراج الضحايا للشارع، دون ملابس أو فراش يدفئهم.. لولا تبرع الجيران ببعض الملابس والأفرشة التي مازالت هذه العائلة المنكوبة تستعملها إلى غاية كتابة هذه الأسطر، ما اضطرهم للمبيت بالعراء دون خيمة تمنح لهم من طرف البلدية التي تنكرت لهم رغم أن الأب يعمل لديها، حيث تحجج آنذاك الجميع بالحملة الانتخابية التي كانت تشارف على الانتهاء، ليتوجه السيد لكحل إلى الوالي المنتدب لمقاطعة باب الوادي، إلا أنه طلب منه الانتظار إلى حين انتهاء الانتخابات وتعيين الرئيس الجديد لبلديته. وبالفعل انتظرت هذه العائلة وهي مشردة بالشارع إلى أن تم تعيين المسؤول الأول عن بلدية باب الوادي، عثمان حسبان، ليرد على طلب العائلة المنكوبة بالمزيد من الانتظار، حسبما أكده ذات المتحدث في اتصال ب”الفجر”، ليجد نفسه وعائلته في مواجهة البرد القارص والبقاء بالشارع دون حل، مع العلم أن هذه العائلة المكونة من أب يعاني من الارتعاش، وزوجة حامل بتوأمين ميتين لايزالان في بطنها، و3 أطفال اثنين منهم مصابين بإعاقات متفاوتة، والثالث يعاني من داء الصرع، ما جعل ظروفها جد سيئة وبحاجة للتكفل بوضعيتها المزرية في أسرع وقت ممكن، خاصة الأم التي ترفض دخولها المستشفى لإجراء عملية الإجهاض، مع العلم أن كل يوم تأخير عن هذه العملية يزيد نسبة الخطر على حياتها، ولكن سبب رفضها ”مقبول” لأنها أكدت لنا بدموع حسرة أنها لا تمتلك مكانا تقصده بعد خروجها من المستشفى، كما لا يمكنها ترك صغارها المعاقين دون معيل أو مأوى. ولم يبقى أمام هذه العائلة سوى الانتظار الذي أصبح الحل الوحيد الذي تقترحه السلطات المحلية مرارا.