أصبح الحديث عن تصدع وانهيار المساكن بالأحياء القديمة بوهران، أمرا عاديا في أوساط المواطنين، كما أن وقوع الضحايا أضحى هو الآخر من الأخبار العادية لدى الجميع، بمن فيهم مسؤولو البلدية والحماية المدنية والسلطات العمومية وتفيد الأخبار عن وقوع العديد من الانهيارات وخروج أصحاب المساكن إلى الشارع ونصبهم لخيم قصد الإقامة فيها ولو بصفة مؤقتة، وهو ما يرفضه بعض المسؤولين الذين لا يستطيعون إيجاد أي حل ولو ترقيعي لهذا الواقع المستجد·· كما أنهم عاجزون حتى على توفير أي ملجأ لهذه العائلات المنكوبة سواء في فصل الحر أو القر··· فسكان شارع شاعة عبد القادر بحي الحمري على غرار العديد من الأحياء القديمة، يعيشون هذا الهاجس على مر الأيام ويواجهون الموت في أية لحظة، وذلك مع تواصل مسلسل حوادث سقوط السقوف والجدران على رؤوسهم بسبب قدم سكناتهم وهشاشتها التي تعود الى الفترة الاستعمارية، ولعل آخر حادث هو انهيار عمارة دون ان تخلف أي ضرر، با ستثناء كسور لإحدى العجائز على مستوى الكتف، الأمر الذي ادى بالعديد من العائلات الى المبيت في الشارع ونصب خيم كحل وحيد للهروب من خطر الانهيار الذي تتعرض له المساكن بشكل مستمر ودائم··· هذا الوضع تعرفه العديد من الأحياء الأخرى كالمدينة الجديدة التي أصبحت بالية وقديمة وحي المقري وسيدي الهواري وستاناس والصنوبر ورأس العين و"سان بيار" و"ميرامار" وسط مدينة وهران، حيث يقول أحد المتضررين بأنه ولد بالمسكن الذي يقطنه منذ اكثر من 50 عاما رفقة اكثر من 19 عائلة أخرى، وأنه يواجه هذه الوضعية منذ مدة، وسبق وأن شاهد بنفسه سقوط عمارات وساهم في نقل الجرحى وتقديم المساعدة ومد يد العون للجيران··· وسببت هذه الوضعية للعديد من السكان الذين يقطنون هذه المساكن، المتعفنة بفعل الرطوبة، العديد من الامراض المزمنة كالربو وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والحساسية·· علما بأن هذه الأمراض لا تختار الكبير او الصغير في السن، ولعل حالة الطفلة ربيعة ذات العامين، اكبر دليل على الوضع السيء الذي تعيشه مجمل هذه العائلات التي يحلو لها المبيت في العراء الآمن بدل المسكن غير المطمئن الذي قد يسقط في أية لحظة، خاصة مع تهاطل الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة، وما يمكن ان يخلفه من متاعب للسكان والسلطات العمومية بضرورة توفير المسكن اللائق· وأمام هذا الوضع لم تجد مصالح البلدية سوى تقديم الوعود وتعيين خبير معماري، قال للسكان بضرورة الاحتياط عند التنقل ما بين العمارات الموجودة بذات الشارع، الذي قد تتهدم سكناته في أية لحظة··· وفي انتظار توفير المسكن لهذه العائلات المنكوبة فعلا، يبقى واقعهم غير مطمئن تماما· *