أدى سقوط جدار محاذٍ للعمارة 138 شارع الشهداء ببلدية المدنية، إلى انهيار أسقف وجدران مسكن يضم عائلتين مقيمتين بالطابق الأرضي، ما تسبب في مبيت هاتين الأخيرتين المكونة من 10 أفراد في الشارع لأزيد من 25 يوما، نظرا لعدم امتلاكها لمأوى آخر. أكدت العائلة المتضررة من هذا الحادث، أن الجدار المحاذي للعمارة بدأ في الانهيار ليلة الجمعة من خلال تساقط بعض الأحجار ليستفيقوا اليوم الموالي في حدود الساعة العاشرة صباحا على وقع الكارثة، بانهيار ذات الجدار ليقع جزء كبيرا منه على شقتهم، ما تسبب في إصابة الأم على مستوى الرأس والكتف ، وبمجرد وصول الشرطة وسيارة الإسعافات لأجل إسعاف الأم، ليتم سقوط باقي أجزاء المنزل. أكدت العائلة أن الشقة التي تحوي عائلتين قد تحولت الى حطام، وهو ما لاحظته »السياسي« خلال زيارة المكان، حيث انهار كل من الحمام، المطبخ وكامل جدار الغرفة، ما تسبب في ضياع وثائقهم الرسمية، وأدوات أبنائهم المدرسية، وأموالهم مؤكدين أن الجيران هم من تكفلوا بهم من ناحية الإطعام والأفرشة. ومن جهة أخرى أكدت العائلتان أنها استنجدت بالسلطات المحلية، من أجل إيجاد حل فوري لها نظرا للكارثة التي لحقت ببيتها الوحيد الذي كان يؤويها، من خلال تأمين الكراء المؤقت إلى غاية ترحيلهم إلى سكن لائق، بحكم أن كل العمارة مهددة بذات الخطر لأن الجدار المحاذي لها مهدد بالسقوط في أي لحظة، إلا أن ذات العائلتين اتهمت مصالح البلدية باللامسؤولية والإهمال ما جعلهما تقومان بتنصيب خيمة بجوار العمارة من أجل المبيت بها مع تعليق شعارات تعبيرا عن سخطهم من السياسة التي تنتهجها ذات البلدية تجاههم، حيث أكد أحد أفراد العائلتين أنهم طيلة النهار وهم في الشارع، إلى أن قام أحد الجيران الذي يملك مقهى للانترنت بغلق محله في ساعات مبكرة من أجل مبيتهم، لكن إلى متى يبقى هذا الجار يقدم خدماته للعائلتين المنكوبتين على حساب عائلته، كون المحل هو مصدر رزق له. وفي سياق ذي صلة أضافت »س.ر« أن هذه الوضعية الكارثية التي لحقت بهم كانت لها صدمات نفسية كبيرة عليهم، حيث طالبوا من السلطات المحلية بتحديد الموقف في مثل هكذا محنة، وليس تقديم الوعود الزائفة فقط. وفي ردة »موفق« رئيس بلدية المدنية عن وضعية هتين العائلتين، أشار إلى أن فرق المراقبة التقنية للبنايات تحققت من عدم وجود أي خطر قد يهدد العمارة بالانهيار، كما أضاف أنهم عملوا كل جهودهم من أجل تامين مأوى مؤقت الى حين الانتهاء من ترميم السكن المتضرر مع التعويض، مضيفا الى أنهم تحصلوا على الكراء في كل من بلكور، حي ميسوني، براقي، شارع الشهداء إلا أن هؤلاء المتضررين لم يرضوا بهذا الحل، بل أرادو استغلال الكارثة لأجل الاستفادة من سكن اجتماعي جديد مع الاحتفاظ بالشقة المتضررة. وفي سياق ذي صلة أشار موفق إلى أن العائلتين المتضررتين قد منعوا المقاول من بدأ الأشغال، كما أشار رئيس بلدية المدنية الى مشكل الضيق الذي يعاني منه الكثير من سكان المنطقة، فما على العائلتين سوى التحلي بالصبر الى غاية الحصول على حصة من السكن الاجتماعي.