أسدل الستار بولاية سيدي بلعباس، مساء السبت الماضي، وتحت قبة مسرحها الجهوي الذي توشح بالأسود حدادا على الراحل بن بلة، على الطبعة السادسة لمهرجان المسرح المحترف (14 - 8 أفريل)، حيث أعلنت لجنة التحكيم نتائجها ومنحت فرقة ''النوارس'' للبليدة تأشيرة المرور إلى المهرجان الوطني بالجزائر. كما دعت اللجنة إلى توسيع الجوائز السنة المقبلة لإنصاف الطاقات الصاعدة. إلتزم المشاركون في المهرجان الجهوي للمسرح المحترف سيدي بلعباس، بدقيقة صمت ترحما على روح الفقيد الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، الذي ووري التراب يوم الجمعة الماضي بمقبرة العالية .وقد خيمت أجواء عادية جدا، بعيدة عن البهرجة والاحتفالية، عملا بقرار الحداد الوطني لثمانية أيام .قبل أن يعلن حسان عسوس، عن اختتام الدورة، دعيت الدكتورة جميلة زقاي لاعتلاء المنصة، وقراءة توصيات وملاحظات لجنة التحكيم، التي ترأسها، هذه المرة، الكاتب الصحفي بوزيان بن عاشور، وساعده مصطفى نجاي (فنان تشكيلي)، جملية زقاي (أستاذة)، إضافة إلى الممثلين عبد الحميد قوري و....؟ وقد توصلت اللجنة إلى سبع توصيات، هي كالآتي1 : العمل على برمجة أفضل الأعمال وأقواها في افتتاح المهرجان حفاظا على أفق انتظار الجمهور المتلقي حتى يقبل على ما تبقى من عروض بشغف وشوق2 . تجديد الأفكار والموضوعات مع فسح المجال لإعادة الأعمال الناجحة لرواد الحركة المسرحية خارج المنافسة حفاظا على الذاكرة المسرحية الجزائرية، وتحفيزا للشباب على محاكاة هذه الأعمال إبداعا وأداء3 . الإشارة إلى النص الأصلي الذي تم الاقتباس منه حفاظا على الأمانة العلمية4 . مصاحبة الأعمال المسرحية الناطقة باللغة العربية الفصحى بمدقق لغوي ليسلم الأداء من اللحن والخطأ الذي من شأنه أن يشين مخارج الحروف5 . حسن توظيف الإضاءة وعدم الإفراط في أعمالها بصفة تزعج المتلقي، وتشوش أفق فرجته وتلقيه، علاوة على أن عدم وظيفيتها يسيء للعرض عموما6 . تجنب إدراج وتوزيع الأطفال في الأعمال المسرحية الموجهة للكبار، لأن لهم فضاء من الأولى أن يسهموا فيه وفق استعداداتهم النفسية والوجدانية7 . احترام أخلاقيات مهن صنع الفرجة المسرحية، من كتابة وإخراج وسينوغرافيا وموسيقى، وعدم إفراغ هذه الأعمال من محتواها بمنح كل واحدة منها جوهر ما تتطلبه من جهد وعناية .وقد نوهت اللجنة، من جهة أخرى، بأداء الممثلين المسرحيين الشباب، في عدة فرق وجمعيات هي :''النوارس''، ''الديك''، ''تينهنان''، ومسرح الأغواط... ما دفع اللجنة إلى طلب إضافة جوائز جديدة، كجائزة أحسن أداء نسائي ورجالي وأحسن نص وأفضل إخراج وأحسن موسيقى بدءا من الدورة السابعة .ونوّهت اللجنة ذاتها، بشكل خاص، في تقريرها المقروء، بمسرحية هارون كيلاني ''فيزيو شظايا'' وقالت عنها :''اللجنة ترحب بالتجارب المسرحية الجديدة آملة أن يتجسد التحكم في آليات هذه التجارب الإخراجية، وذلك بالحرص على وظيفية كل إيقونات الفرجة المسرحية'' .''نساء بلا ملامح'' تتفوق على ''هابيل'' وأسطورة أدرار فضّل عبد القادر جريو، الممثل والعضو الناشط في محافظة مهرجان سيدي بلعباس المحلي، أن يبدأ بإعلان المتوجين تصاعديا، مثيرا فضول الحضور، تاركا الزوج حشماوي للإعلان عن المرتبة الثالثة التي آلت إلى جمعية ''تينهنان'' التي شاركت ب ''هابيل'' للمخرج عز الدين عبار، بينما نال المرتبة الثانية جمعية فرسان الركح لأدرار التي مثلت ''حال وحب'' للمخرج هارون كيلاني .وآخر ثمرة حلوة اقتطفتها بنات فرقة ''النوارس'' البلدية، اللائي أقنعن بأدائهن وتوجيه مخرجهن محمد إسلام عباس، لجنة التحكيم التي منحت تأشيرة المرور إلى المهرجان الوطني للمسرح المحترف المزمع تنظيمه بالعاصمة شهر سبتمبر القادم .نتائج حصدت تصفيق الكثيرين، بينما أدهشت بعض الفرق التي أبانت عن مؤهلات خلال عروضها على غرار الجمعية الثقافية جيلالي بن عبد الحليم التي قدمت ''إسكريال المهزلة'' وسطع فيها الممثل والمخرج في الوقت نفسه سبع عبد الحق، إضافة إلى فتحي مداحي، ناهيك عن تعاونية ''الملقى'' لتندوف التي رغم بساطة إمكانياتها كانت تستحق فرصة الوقوف على بخشبة قاعة الحاج عمر ببناية محي الدين بشطارزي.