كفاية، باسطا! لنتحرك جميعا كمؤسسات وكمجتمع لمحاربة هذا الإرهاب الجديد، الذي بدأ ينخر جسد البلاد، يزهق العشرات من الأرواح شهريا، لنوقف ظاهرة الاختطاف قبل أن تستفحل أكثر في الجزائر، ويتجاوز جرمها الإرهاب الأصولي الذي قتل مئات الآلاف من الجزائريين. لا يكفي أن يهدد نائب عام قاتل شيماء بأقصى العقوبات، وهو مكبل اليدين، لأن عقوبة الإعدام في الجزائر لم تعد تنفذ منذ أزيد من 20 سنة، وهناك اتجاه لإلغائها نهائيا، نزولا عند طلب بعض المناضلين من أجل إلغائها، وفق الموضة الغربية حيث اتجهت الكثير من الدول إلى إلغاء عقوبة الإعدام. فالنائب العام لا يمكنه أن يسلط عقوبة الإعدام، العقوبة القصوى، وإن سلطها على قاتل شيماء، فإنها لن تنفذ، وقد يمضي هذا المجرم ثلاثين سنة أو أقل في السجن ثم يخرج، وقد يواصل جرمه بعد أن يتضاعف أكثر حقده على المجتمع. وأي عقوبة تستحق قاتلة سندس، إن ثبتت التهمة عليها، غير القتل، لأن ما من شيء سيطفئ نار والدتها غير تسليط نفس الحكم الذي حكمت به المجرمة على طفلتها بريئة. ما من شيء يمكنه أن يخلصنا من هذه الظاهرة المستفحلة في البلاد، ظاهرة الاختطاف والاغتصاب والقتل، غير عودة العمل بأقصى العقوبات فيمن تثبت إدانتهم وتنفيذها. كفى رحمة بهؤلاء الذين لم تعد الجريمة عندهم شرا، واستسهلوا الأوضاع، ولم يعودوا يعرفون كيف يضعون حدا لنزواتهم، ولم يعد مفهوم الشر عندهم بتلك الخطورة التي تربينا عليها. فكثرة الحديث عن جرائم الإرهاب، وانتشار ظاهرة القتل، في الإعلام وفي الوسط العائلي، فتحت شهية البعض للقتل وللاغتصاب، لأن خبر الجريمة لم يعد ينقل بتلك الصورة المفجعة الرادعة للملتقي، حتى أن بعض الأفلام السينمائية صارت تنشر قناعة أن القاتل أو المجرم بصفة عامة لا يتلقى دائما العقاب الذي يستحقه، كما أن مأساة الإرهاب في بلادنا والمصالحة التي أعقبتها بالعفو عمن قتلوا واغتصبوا فتحت الطريق أمام ذوي الميول الإجرامية، لممارسة جرمهم دون الخوف من العقوبة... لنعد إلى القانون هيبته، وليقتل كل من اقترفوا جرائم بشعة، دون رأفة ولا رحمة، فهم أثبتوا أنهم غير صالحين للعيش وسط المجتمع، بل إنهم يشكلون خطرا على أمن أفراده، وعلى أمن أطفاله، وعلى توازنهم النفسي، بسبب انتشار الرّهاب والخوف من الاختطاف، ومن انعدام الأمن. على الدولة أن تفرض هيبتها، وتضمن أمن جميع مواطنيها، ليس بوضع شرطي أمام كل بيت، بل بإعادة العمل بعقوبة الإعدام، لأنه الإجراء الوحيد الذي من شأنه أن يردع المجرمين.