الجماهير التي خرجت لاستقبال الرئيس الفرنسي "هولاند"، و قبله "ساركوزي" و"شيراك"، وخرجت بالملايين في كل أنحاء الوطن، من أجل كرة القدم، لم تخرج اليوم للتنديد بقتل الطفلة "سندس" ذات الستة سنوات، وقبلها الطفلة "شيماء" كما فعل مئات الملايين من جماهير الهند، التي خرجت عن بكرة أبيها للتنديد باغتصاب فتاة جامعية من طرف إحدى العصابات، ومطالبتها الحكومة الهندية بإنزال أقصى العقوبة على المجرمين، الذين قبض عليهم في ظرف وجيز. وها هو الشعب الجزائري العظيم، يصاب بمتلازمة "ستكهولم"، فلا يقوى على التنديد بجرائم قتل الطفولة والبراءة، بقدر قدرته على الخنوع واستقبال "هولاند"، كما يفعل كل إنسان يتعاطف مع عدوه. وها هي منظمات حقوق الإنسان التي صدعت رؤوسنا بضرورة إلغاء الإعدام لقسوته الكبيرة، لم تقل لنا الآن، إن كان هناك قسوة أكبر من اغتيال طفلة في السادسة من عمرها. هذه المنظمات التي تركت كل انتهاكات حقوق الإنسان في الجزائر، لتتبع النمط الغربي في النضال، والبحث عن المثالية الزائدة عن حدود المنطق لتخفيف العقوبة عن القتلة والمجرمين الذين عاثوا فسادا في الأرض، حتى أنهم نسوا أن الإعدام ألغي تطبيقه في الجزائر، وأن آخر عملية إعدام تمت هي للذين تورطوا في تفجير مطار "هواري بومدين" في تسعينيات القرن الماضي، وأن مشكلة الجزائر حقيقة لا تكمن في وجود القوانين بل بتطبيقها حتى على القتلة والمجرمين. لا يوجد شعب في العالم يقوى على الصراخ في الملاعب والتلفظ بكل تلك العبارات النابية إلا شعبنا الذي ضحى من أجله، "بن مهيدي" و"عميروش" واستشهد من أجله مليون ونصف المليون شهيد، لقد بقينا نتغنى بأننا شعب لا يقهر وأن دمائنا ساخنة للحد الذي اكتشفنا فيه أن أحدهم دمائه باردة وأنه قادر على اغتيال الطفولة بدم بارد.