الناتو يبدأ نشر صواريخ "باتريوت" في تركيا ينتظر أن يلقي الرئيس السوري بشار الأسد خطابا يطرح فيه مقترح حل الأزمة السورية، الذي يتعمد فيه على خارطة الحل التي وضعها لقاء جنيف، غير أنه سيشترط لتطبيقها عدم معارضة ترشحه للرئاسيات المقبلة في 2014، في انتظار اللقاء المرتقب بين المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وموسكو، في وقت شرعت فيه قوات الناتو في نشر الدفعة الأولى من صواريخ الباتريوت على الحدود التركية. ذكر موقع ”داماس بوست” السوري الإلكتروني، أمس، أنه من المتوقع أن يلقي الرئيس السوري بشار الأسد خطابا خلال فترة قريبة وسيكون ”خطاب الحل”. وذكر الموقع أن الخطاب سيرتكز على خارطة طريق للحل تعتمد على لقاء ”جنيف 2” بين مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي وممثلي موسكووواشنطن. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن الخطاب سيتضمن رؤية الرئيس السورى لحل الأزمة في بلاده، معربة عن توقعاتها بأن مضمونها مطابق لنص الرسالة التي كان قد حملها الأسد لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو التي زارها الأسبوع الماضي. وبحسب المصادر، يتوقع أن يتضمن ”خطاب الحل” المتوقع أن يلقيه الأسد، عرضا يطرح فيه فكرة جعلها رؤية حل شامل متصلة بهدف تحقيق استقرار للمنطقة ككل، ولذلك تضمنت المطالبة بالاعتراف بشرعية الموقف السوري في دعمه للقضيتين الفلسطينية واللبنانية، ومقاومتهما، وأيضا سعي سوريا إلى تحرير أراضيها المحتلة، ويضاف هذه المرة الاسكندرون إلى الجولان، وفق ما ذكره الموقع السوري. وتقول المصادر إنه خلال زيارة الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي الأخيرة لدمشق، بادر الروس للاتصال بالقيادة السورية، مطالبين بإطلاعهم على موقفهم كما عرضوه على المبعوث الأممي، قبل وصول الأخير إلى موسكو، التي ضرب موعدا مسبقا معها. وأرسل الأسد فيصل المقداد إلى موسكو، في الوقت الذي كان فيه الإبراهيمي لا يزال يحادث المسؤولين السوريين. وهناك عرض المقداد مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، موقف الرئيس السوري من التسوية، والنقطة الجوهرية فيه، أنه إذا لم يتم الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014، مع مرشحين آخرين، فإنّه يوافق على خارطة الحل المصطلح على تسميتها ”جنيف2”، في شأن متصل نقلت وسائل إعلام عن مصادر دبلوماسية قولها إن اتصالات تجري بين أكثر من جهة دولية لعقد مؤتمر دولي شبيه بمؤتمر جنيف لبحث الأزمة السورية. وأوضحت المصادر عن مشاركة إيران في هذا المؤتمر، مضيفة أن اتصالات أمريكية إيرانية تجري بصورة مباشرة وغير مباشرة. في سياق آخر، أعلن السفير الباكستاني في الأممالمتحدة عن امكانية عقد لقاء جديد الأسبوع المقبل بين الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين من الولاياتالمتحدة وروسيا، للبحث عن حل للأزمة السورية. وأشار السفير الباكستاني مسعود خان، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر، يوم الجمعة أمام الصحافيين، إلى أن ثمة اتصالات جديدة وجهدا جديدا مبذولا حاليا. وقال: ”نأمل أن يعقد اجتماع ثلاثي الأسبوع المقبل بين موسكو، واشنطن والإبراهيمي”، موضحا أنه تحدث مع الإبراهيمي الذي من المفترض أن يتوجه إلى نيويورك لعرض تقرير عن مهمته أمام مجلس الأمن، من دون تحديد موعد لذلك.ولفت السفير إلى أن الوسيط الدولي يريد تحقيق تقدم دبلوماسي، ويريد أن تكون الحكومة السورية من بين المتحاورين. وأكد حلف الناتو رسميا أول أمس الجمعة أنه بدأ بنشر بطاريات صواريخ ”باتريوت” على الحدود التركية السورية، وجاء ذلك في بيان أصدرته القيادة العسكرية الأمريكية الخاصة بأوروبا التي يقع مقرها في مدينة شتوتغارت الألمانية. وأشير في البيان إلى أن عددا من العسكريين الذين سيقومون بصيانة المنظومات الصاروخية قد وصلوا إلى قاعدة ”اينجرليك” العسكرية الجوية الواقعة بمحافظة اضنة التركية. كما تم نقل بعض المعدات اللازمة إليها. وأضافت القيادة أن نحو 400 من العسكريين الآخرين سيصلون إلى تركيا خلال الأيام القادمة. وحسبما قالت القيادة الأمريكية، فسيتم نقل بقية المعدات بحرا قبل نهاية الشهر الجاري. وكانت مصادر في حلف الناتو قد ذكرت في وقت سابق من يوم الجمعة أن مجموعة من 27 عسكريا أمريكيا ستقوم بصيانة منظومات ”باتريوت” الصاروخية والتحكم بها على الحدود السورية التركية، وصلت إلى تركيا استعدادا لنشر اثنتين من تلك المنظومات. وقال مسؤول في حلف الناتو لوكالة ”إيتار - تاس” الروسية للأنباء، أن مهمة المجموعة تدقيق مكان نشر المنظومات والشروع في نشرها. وتجدر الإشارة إلى أن المنظومتين اللتين قدمتهما الولاياتالمتحدة ستنشران بالقرب من مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية. وستنشر هاتان المنظومتان على مسافة أقرب من الحدود من البطاريات الأربع الأخرى المقدمة من قبل ألمانيا وهولندا.