نقلت، مصادر قيادية من الحزب العتيد ل ”الفجر”، أن وزراء جبهة التحرير الوطني وعضوين من المكتب قاطعوا اجتماع المكتب السياسي للحزب برئاسة الأمين العام عبد العزيز بلخادم، وهو ما عبّر عنه بيان الاجتماع الذي ورد ل ”الفجر” نسخة منه ضمنيا. جدّد الوزراء تمسكهم بضرورة رحيل بلخادم من الأمانة العامة للحزب بالطريقة التي يراها مناسبة، حفاظا على وحدة الحزب العتيد واستقرار قواعده النضالية التي تعرف حالة من الغليان، موازاة مع ذلك يواصل بلخادم إدارة ظهره للأزمة حيث اقترح تنظيم ندوة وطنية لمنتخبي الحزب، وهو في آخر أيام عمره على رأس الأفلان. وجّه وزراء حزب جبهة التحرير الوطني أعضاء المكتب السياسي للحزب، وهم على التوالي عبد العزيز زياري وزير الصحة، عمار تو وزير النقل، إلى جانب وزير التعليم العالي رشيد حروابية، ووزير العمل والتشغيل الطيب لوح ثاني صفعة للأمين العام لحزب عبد العزيز بلخادم، بمقاطعتهم اجتماع المكتب السياسي، صباح أمس، وتبعهم في ذلك عضوان من المكتب، وهو ما اعترف به بيان ختامي للاجتماع ضمنيا، حيث أورد البيان في عبارته الأولى ”اجتمع المكتب السياسي بغالبية أعضاءه”، في إشارة إلى تسجيل غيابات دون أن يسميهم أو يبرر الغيابات كما جرت عليه العادة في اجتماعات مجلس الحكومة أو اجتماعات مجلس الوزراء. وهذا الغياب يعد ثاني خرجة لوزراء الحزب ضد عبد العزيز بلخادم، بعد الرسالة الذي طالبوه فيها، أمس الأول، بالتنحي من على رأس الحزب حفاظا على رصّ صفوفه وريادته السياسية، وإنهاء لحالة الاحتقان بين المناضلين، مما يؤكد رسميا نهاية ولاء المكتب السياسي للحزب العتيد لأمينه العام، الذي يواجه أصعب مرحلة في مساره السياسي، لاسيما وأن وزراء الحزب الذين أعلنوا معارضتهم له كانوا بالأمس القريب أحد ركائزه في إدارة شؤون الحزب العتيد. يذكر أن المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني دخل مباشرة بعد إعلان نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة الأسبوع الفارط، حالة من الانسداد، بعد تراجع الحزب العتيد إلى المرتبة الثانية ب 17 مقعدا أمام غريمه التجمع الوطني الديمقراطي الذي حاز نصف المقاعد. وأمام هذا الوضع، يستمر الأمين العام إدارة ظهره للأزمة، حيث لم يذكرها البيان الختامي لاجتماعه ببعض أعضاء المكتب السياسي لا من بعيد ولا من قريب، واكتفى بالتأكيد على تاريخ الدورة المقبلة للجنة المركزية المقررة في 31 جانفي المقبل، ولم تدرج في أجندتها الأزمة حسب نفس المصدر، حيث اكتفى بلخادم ببرمجة المواضيع المتعلّقة بالوضع النظامي ونتائج الانتخابات ومشروع اقتراحات تعديل الدستور ومشروع ميزانية الحزب، كما دعا لتَحضِير ندوة وطنية للمنتخبين في إطار استكمال تنفيذ المخطط الخماسي الحالي 2010-2014 لتفعيل الإصلاحات السياسية.