حذّرت التنسيقية العالمية للوفاق الدولي للعمال والشعوب من التدخل العسكري في مالي، وقالت التنسيقية إن ”هذا التدخل من شأنه أن ينعكس سلبا على دول الجوار”، موضحة أن ”الجزائر هو البلد المستهدف بالدرجة الأولى من هذا التدخل، وهو يستهدف سيادته وثرواته ووحدته الترابية”، معتبرة الحروب التي تشنها الدول الإمبريالية منذ سنة 1991 بمثابة حروب تفكيكية، وتتشابه في كون الهدف منها ضرب سيادة الأوطان والشعوب. وأوضحت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال بصفتها المنسقة الأولى للوفاق الدولي للعمال والشعوب في افتتاح أشغال التنسيقية العالمية، نهار أمس، بمقر الحزب، والتي حضرها ممثلون عن الوفاق من القارات الخمس، أن ”طبول الحرب بدأت تقرع على الحدود الجزائرية من خلال العدوان على مالي، بما يوحي بأن اللاأمن سيسود على طول 1350 كم من حدودنا مع مالي، تضاف إلى 950 كم أخرى تمثل حدودنا مع ليبيا والتي تعاني من اللاأمن جراء عدم الاستقرار الذي يعيشه هذا البلد”، والذي حسبها ”كان ضحية عدوان قوات الناتو”. وتابعت حنون ”النتيجة أن الجزائر أصبحت محاصرة بالفوضى ومستهدفة في ثرواتها ومداخيلها المالية وسوق إعادة إعمارها”، مؤكدة أن ”كل شمال إفريقيا ومنطقة الساحل مستهدف بالحروب التفكيكية رغم أن المنظمات الإفريقية وفي مقدمتها اتحاد النقابات الإفريقية طالبت في مؤتمرها الأخير بالجزائر بضرورة تفادي التدخل العسكري في مالي، ورافعت لصالح الشروع في حملة التعبئة لإيقاف هذا العدوان المحتمل”. وبالنسبة لحنون فإن ”السنة الماضية سخر خلالها الحزب كل طاقاته، واستخدم كل المنابر للتحذير، وقام بتنظيم حملات التعبئة الشعبية والشبانية ضد التدخل العسكري في مالي، وحفاظا على تكامل وسيادة الجزائر التي أصبحت مستهدفة أكثر من أي وقت مضى”، كما ستتم مناقشة هذه النقطة حسبها خلال اجتماع التنسيقية العالمية للوفاق الدولي للعمال والشعوب الذي سيختتم نهار اليوم، حيث تنوي التنسيقية التوجه إلى لجنة الإنذار والطوارئ بغرض مطالبتها بالشروع في حملة دولية للتحذير من الحرب التفكيكية في مالي. من جهته، أوضح دانيال كلوغستاين المنسق الثاني للوفاق، والأمين الوطني للحزب العمالي الفرنسي، أن ”كل الحروب التي قامت بها الدول الأمبريالية منذ سنة 1991 سواء في العراق أو أفغانستان أو ليبيا، وما يحدث في سوريا وما يخطط له في مالي هي كلها حروب تفكيكية تهدف من خلالها ضرب سيادة الدول والشعوب ونهب الثروات”. وتابع كلوغستاين، أن ”هذه الدول الإمبريالية تريد إملاء قوانينها على هذه الدول، والسيطرة عليها ومنه تسهيل مهمة نهب ثروات وخيرات هذه الدول”، ليخلص إلى أن ”العدوان على مالي سيستهدف بالدرجة الأولى الجزائر التي ستكون أولى الدول المتضررة من هذا العدوان، وسيستهدف ثرواتها وسيادتها وهي التي احتفلت منذ فترة قصيرة بالذكرى الخمسين لاستقالها”.