يحتل مشروع المدينةالجديدة بمنطقة التوسع العمراني في ذراع الريش، ببلدية واد العنب، مكانة هامة ضمن مخططات التنمية الولائية التي من شأنها ضمان نقلة نوعية في العديد من المجالات الإسكانية والخدماتية. في هذا السياق، يحظى هذا المشروع الضخم باهتمام خاص من قبل رئيس الحكومة، حيث من المنتظر أن تحل لجان وزارية لمعاينة أولى خطوات الإنجاز المتمثلة أساسا في أشغال تهيئة الأرضيات التي كانت عائقا كبيرا أمام مباشرة إنجاز 8 آلاف وحدة سكنية على مساحة 100 هكتار، تقرر البدء فيها السنة الفارطة، ما سينعكس بشكل سلبي على كامل المشروع برمته. وشدد والي الولاية، خلال زيارة تفقدية له، على وجوب الالتزام بالآجال الزمنية للانجاز من خلال التعجيل بأشغال فتح المسالك ومباشرة أشغال مشاريع الصرف الصحي، قصد ضمان انطلاقة فعلية للانجاز صائفة السنة الجارية. ومن جانب آخر، وإضافة للتماطل الكبير في عمليات تهيئة الأرضية وتجهيزها لتشييد 40 ألف وحدة سكنية، إلى جانب هياكل اجتماعية خدماتية أخرى، تبقى أشغال إنجاز خزان للمياه بسعة 10 آلاف متر مكعب لتزويد سكان المدينةالجديدة بمياه الشرب، تسير بوتيرة بطيئة للغاية أثارت انتقادات العديد من المسؤولين على هذا المشروع، الذي يعتبر حلما بالنسبة لمواطني عنابة خصوصا الفئة الطامحة في الحصول على سكن لائق، حيث يعلق الآلاف من مواطني الولاية الآمال العريضة على هذا المشروع ، من أجل إنهاء أزمة السكن التي لم تمكن مختلف حصص السكن الاجتماعي أوحتى التساهمي من تخفيف وطأتها، في الوقت الذي تعد فيه مدينة عنابة لوحدها فقط 20 ألف ملف سكن، من شأن مشاريع ذراع الريش استيعابها، علما أنه سيتم تدعيم الموقع بقطب جامعي جديد بمختلف مرافقه البيداغوجية والخدماتية المختلفة، إضافة لإنجاز مستشفى بطاقة استيعاب تبلغ 3500 سرير، مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، مركز بريدي، عيادات صحية جوارية، مدرسة لسلك الشبه الطبي، و من المشاريع الخدماتية المختلفة على مساحة 1300 هكتار تشغلها قرابة 200 ألف نسمة. وبالنظر لهذا المشروع الذي يعتبر حقيقة ورقة عمل غير مسبوقة في السجل التنموي لولاية عنابة، يبقى احترام آجال الانجاز و التسليم من أهم وأبرز الإشكالات التي تعتبر رهانا لابد أن ترفعه المؤسسات الوطنية والأجنبية التي ستسند لها مهام الأشغال لاحقا، علما أن سجل المشاريع الإسكانية على الخصوص يعتبر نقطة سوداء في المخططات التنموية للولاية، على غرار مشاريع الشعيبة، البوني، ووسط مدينة عنابة التي لازال المستفيدون منها يئنون تحت وطأة تأخير التسليم، الذي إن تم فإنه سيكون منقوصا من خدمات الغاز، الكهرباء ومياه الشرب، مثلما يعانية مئات المواطنين في المواقع السكنية السالفة الذكر منذ أشهر. وعلى غرار المشاريع السكنية، توجد مئات المشاريع الأخرى التي تراوح مكانها منذ سنوات لم يستفد منها سكان عنابة الذين رغم انتهاء أشغال البناء لبعضها، غير أنه يتعذر عليهم إلى غاية اليوم الاستفادة من خدماتها.