يعد مشروع انجاز مدينة جديدة بكل هياكلها الإدارية والتنموية بقرية ذراع الريش ببلدية واد العنب إحدى أكبر الرهانات التي تعول عليها ولاية عنابة للقضاء على مشكل نقص الأوعية العقارية، التي جعلت من عدة مشاريع تنموية حبرا على ورق، وأهمها مشكل الحظيرة السكنية وإلى ذلك فإن هذا المشروع الذي يتربع على مساحة تقارب 1400 هكتار تكون معالمه قد أخذت في الظهور، خصوصا مع انطلاق أشغال فتح المسالك وتهيئة الأرضية شهر جويلية الماضي، وبمساهمة العديد من المؤسسات الكبرى لإنجاح المشروع في مقابل ضمانات رسمية من والي الولاية لمباشرة الأشغال في ظروف جيدة، خاصة وأن انطلاق أشغال الشطر الأول المتشكل من حصة ب 8 آلاف وحدة من النمط العمومي الإيجاري مقرر خلال السنة الجارية. قد خصصت لها قطع أرضية تتربع على 100 هكتار، وذلك من أصل برنامج سكني إجمالي مبرمج بالمنطقة، يتضمن 40 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، زيادة على إنجاز عدة مرافق خاصة بتجهيزات عمومية. وفي ذات السياق ستنطلق على مستوى قرية ذراع الريش أشغال إنجاز خزان للمياه بسعة 10 آلاف متر مكعب، وهو المشروع الذي انتهت دراساته التقنية، وسيوجه أساسا لتزويد المدينةالجديدة بالمياه الصالحة للشرب، ودعم تموين التجمعات السكنية الأخرى لعنابة بهذه المادة الحيوية، ومن جهة أخرى أفاد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية واد العنب ل"السلام" أن عملية انجاز هذه المدينة كفيل بالقضاء على مشكل السكن الذي تتخبط فيه الولاية، خاصة أمام إنجاز 40 ألف وحدة سكنية ذات نمط عمراني معاصر، وتعمل مصالحه على ضمان سيرورة العمل الجاد واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من تسول له نفسه إحتلال المساحة المخصصة للإنجاز وبناء سكنات فوضوية من شأنها إعاقة العمل المتواصل للمؤسسات المعنية بذلك. وبالنظر إلى الموقع المخصص لهذه المدينة وقربها من شاطئ عين بربر ببلدية سرايدي، تتوقع مصالح الولاية آفاقا تنموية واعدة خصوصا لمحاذاتها للمنطقة الصناعية لوادي العنب التي من شأنها أن تساهم في تنمية واسعة بالولاية، لاسيما وأن العديد من المشاريع التنموية لم تجسد بعد لندرة العقار، فالولاية سجلت 12 مشروعا تنمويا متوقفا في الفترة الممتدة ما بين 2000 و2006 ولم تنطلق لحد اليوم لغياب أوعية عقارية لذلك خاصة على مستوى كل من بلديات الحجار، البوني وعنابة. وعلى صعيد آخر فالمدينةالجديدة تتضمن حسب البطاقة التقنية للمشروع والتي تحصلت "السلام" على نسخة منها عدة منشآت ومرافق عمومية، تتمثل في هياكل صحية من بينها مركز استشفائي بطاقة استيعاب تفوق 3500 سرير، إضافة إلى مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، وعيادة متعددة الخدمات، ومستشفى لأمراض الكلى بطاقة استيعاب تقدر ب 120 سرير، إلى جانب مركز لتصفية الدم خصصت له مساحة 1500 م2 و20 قاعة علاج على مساحة 250 م2، كما سيتم انجاز قطب جامعي جديد بمختلف مرافقه البيداغوجية والخدامتية يخصص لاستقطاب 8000 ألف طالب ومدرسة للسلك شبه الطبي، إلى جانب مرافق ترفيهية وتربوية خاصة بالشباب والرياضة، تتمثل في دور للشباب ومركب رياضي على مساحة 9000 م2. وفي ذات السياق تتضمن المدينة عدة مشاريع ثقافية وسياحية تتمثل في دار للثقافة ومكتبة للمطالعة وقاعة سينما، وهياكل تربوية من مدارس ومراكز للتكوين المهني، إضافة إلى مركز سياحي وعدة فنادق ووحدة للحماية المدنية، وعدة مراكز تجارية وأسواق جوارية حسب الوثيقة التي تحصلنا عليها.