تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، برفع سقف القوات العسكرية الفرنسية بالقدر الذي يتيح القضاء على الجماعات الإرهابية بشمال مالي، حيث يتواجد في الوقت الراهن زهاء 750 جندي، بينما وضعت 700 جندي بقاعدتها بالإمارات في حالة تأهب لإسناد الموجودين ببماكو، كما كشف أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد سمح بفتح الأجواء الجزائرية أمام الطيران الحربي الفرنسي في وجهتها نحو مالي، كما غلق الحدود مع مالي، وذلك خلال ندوة صحفية من دبي، ليؤكد أن باريس تنسق تمام التنسيق مع الجزائر، وأن العمليات ستستمر إلى حين انتشار القوة الإفريقية وتحرير شمال المالى. ويعكس تصريح الرئيس الفرنسي موقفا يعكس الثقة التي تتمتع بها الحكومة الفرنسية التي وجدت سندا أوروبيا، جزائريا وإفريقيا لإعادة بعث الأمن والاستقرار بالمنطقة. وقال هولاند قبل ذلك للصحفيين خلال زيارة للقاعدة البحرية الفرنسية معسكر السلام في أبو ظبي، إن عدد الجنود حاليا بمالي مرشح للارتفاع، كما ثمّن الغارات الجوية الموفقة التي قام بها الطيارون الفرنسيون بشمال المالي أين يتخندق فلول الإرهاب. وأكد أن ذلك سيتحقق ”إلى أن يتسنى بأسرع وقت ممكن إفساح المجال للقوات الإفريقية، إن فرنسا ستستمر بنشر قواتها على الأرض وفي الجو”، مشيرا إلى أن نشر القوات الإفريقية سيتطلب أسبوعا على الأقل. وكان هولاند قد وصل، أمس، إلى الإمارات في زيارة ستخصص بشكل واسع للعملية التي أطلقتها فرنسا قبل خمسة أيام في مالي لصد تقدم المجموعات المسلحة من شمال البلاد نحو العاصمة. كما وضعت باريس 700عسكري تنشرهم فرنسا في الإمارات في حالة تأهب، إضافة إلى ستة مقاتلات ”رافال”، للمشاركة في العملية العسكرية ”سرفال” في مالي عند الحاجة. من جهة أخرى، تباحث وزير الخارجية مراد مدلسي، ونظيره الفرنسي لوران فابيوس عن آخر المستجدات التي تطبع الحرب المندلعة بالساحل على الجماعات الإرهابية بالشمال، التي تقودها باريس حفاظا على مصالحها الاقتصادية، ونفوذها في مستعمرتها القديمة. وذكر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، أن المحادثات بين الطرفين أجريت هاتفيا، حيث استمع مدلسي إلى المستجدات المتصلة بالوضع بالساحل التي قدمها وزير الخارجية الفرنسي، وهذا باعتبار باريس القائد الرئيسي في الحرب ضد الجماعات الإرهابية بالساحل. ويندرج التنسيق الجزائري مع الأطراف الأجنبية فرنسية وإفريقية في سياق التنسيق الدولي لمكافحة الجماعات المتطرفة المسيطرة على الساحل، سيما مع الدول التي تقود الحرب، حيث سمحت للطيران الفرنسي بالمرور عبر أجوائها وتقديم المعلومات اللوجستيكية المتصلة بمكافحة الإرهاب. كما قامت الجزائر بجهود متصلة بمكافحة تلك الجماعات من خلال غلق حدودها البرية مع مالي، تفاديا لوصول المؤن أو إعانات للإرهابيين قصد تشديد الحصار عليهم.