في اصطفاف لافت مع الموقف الغربي والفرنسي على وجه التحديد، جدد وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، دعم الجزائر للتدخل العسكري في شمال مالي، وهي التي كانت إلى وقت قريب تعتبر الحل العسكري في هذه الدولة المحاذية للحدود الجنوبية للبلاد، خطا أحمر في دبلوماسيتها. مدلسي وفي تصريح للصحافة أعقب لقاءه بنظيره المالي تيمان هوبار كوليبالى في باماكو، قال أنه إذا كان التدخل العسكرى فى شمال مالي يهدف إلى "محاربة الإرهاب" فإن ذلك "مهم" وأن الجزائر تنوى المضي في هذه المكافحة بشتى الوسائل، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية. وكان مدلسي قد شارك في الاجتماع الذي عقد تحت إشراف الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة، وضم ممثلين عن دول الميدان النيجر وموريتانيا ومالى والجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأوروبى وخمسة دول أعضاء فى مجلس الأمن الدولى، وناقش المشاركون فى الاجتماع الذى يعقد على المستوى الوزارى الوضع فى مالى ومشروع "مفهوم إستراتيجى" لحل الأزمات التى يعرفها مالى فى إبعادها المؤسساتية والأمنية والإنسانية والإنمائية. وواضح من كلام رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه لم يستثن الخيار العسكري، بل إن تصريحا بهذا المعنى، دفع بالمحللين غلى الاعتقاد بأن الجزائر قد تتورط في إرسال جنود جزائريين إلى مالي لمحاربة "الجماعات الإرهابية"، في سابقة تعتبر الأولى من نوعها منذ الاستقلال. وحذر خبراء ومحللون استراتيجيون الجزائر من الدفع بجنودها في الأزمة المالية، واعتبروا ما تخطط له فرنسا محاولة للايقاع بالجزائر في المستنقع المالي، بهدف استنزاف ثرواتها، وتساءلوا إن عن علاقة الحماسة الزائدة التي أبدتها الجزائر بشأن التدخل العسكري في شمال مالي، وبين اعتراف الدولة الفرنسية بالجرائم التي ارتكبتها الشرطة بباريس في 17 أكتوبر 1961. وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن وزراء في دول تنتمي لمنطقة الساحل، أن التدخل العسكري في شمال مالي، عرض على الجزائر من طرف دول الميدان، غير أن الجزائر رفضت هذا العرض، وبررت هذا الموقف بكون الدستور الجزائري يمنع على جنود الجيش الوطني الشعبي من العمل خارج الحدود الترابية للبلاد. وسبق للجزائر أن أعلنت عن إيفاد جنود لمالي، غير أنها أكدت أن مهمة البعثة العسكرية ليست حربية وإنما تدريبية الهدف منها تأهيل جيوش بعض حكومات دول الساحل وبالخصوص الجيش المالي، من أجل مواجهة الظاهرة الإرهابية التي عرفت انتشارا لافتا في هذه الدولة الفقيرة والمترامية الأطراف. وتزامن تصريح رئي الدبلوماسية الجزائرية مع تصريح آخر لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قال فيه إن التدخل العسكري في شمال مالي بات وشيكا، وأكد: "يمكن أن يحصل في غضون أسابيع قليلة فقط"، وذلك بعد أن ذكر بأن منطقة الساحل إلى مكان محصن للإرهابيين. وحث المسؤول الفرنسي الأفارقة الإعداد للعملية العسكرية. مساهل: لائحة مجلس الامن حول مالي جمعت مختلف المقاربات صرح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل، أمس، بواشنطن أن لائحة مجلس الأمن المتعلقة بالأزمة المالية "جمعت مختلف المقاربات" مشيرا إلى إهمية "استخلاص العبر من الإحداث الإخيرة لاسيما في ليبيا لتفادي كل خلط او تجاوز". و ادلى مساهل بهذا التصريح خلال كلمة القاها لدى افتتاح اشغال الدورة الاولى للحوار الاستراتيجي ما بين الجزائر و الولاياتالمتحدة المنظم بمقر كتابة الدولة. و قال الوزير ان المقاربة الاجمالية المتضمنة في لائحة 2071 لمجلس الامن المصادق عليها قبل اسبوع "جمعت مختلف المقاربات من خلال وضع تنسيق للحفاظ على الوحدة الترابية لمالي و التكفل بكافة الانشغالات المالية في اطار حوار داخلي لا يستثني احدا و القضاء على الارهاب و تهريب المخدرات بكافة السبل بما فيها العسكرية". ويترأس أشغال الحوار الاستراتيجي الجزائري-الامريكي مناصفة كل من عبد القادر مساهل و نائب كاتب الدولة الامريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان. عمراني. ب