استمرار القصف الجوي في عدة مناطق و المقاتلون الإسلاميون يتوعدون بحرب طويلة الأمد شرعت فرنسا في اليوم الخامس من عمليتها العسكرية في مالي بنشر قوات برية قوامها 2500 جندي على الاراضي المالية، بينما ينتظر وصول المدد من عدة دول افريقية ابدت موافقتها على تقديم المساعدة لحكومة باماكو المركزية في سبيل استعادتها السيطرة على اقاليمها الشمالية، فقد وصل رتل من 40 عربة مصفحة إلى العاصمة المالية باماكو من قاعدة فرنسية في كوت ديفوار، بينما نشرت باريس مئات الجنود في عدة مناطق لحماية العاصمة باماكو و للمساعدة في إجلاء الرعايا الفرنسيين إذا ساءت الأوضاع. المقاتلون الإسلاميون لا يزالون مسيطرين على مدينة ديابالي وسط غرب مالي حتى نهار أمس و قد استهدف قصف جوي المدينة الصغيرة التي لا تبعد عن العاصمة سوى ب 400 كيلومتر، في محاولة واضحة لاستعادتها منهم. و كانت عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يقودهم عبد الحميد ابوزيد و عناصر من أنصار الدين قد دخلوا المدينة و سيطروا عليها مع بداية التدخل العسكري الفرنسي مما يعتبر نكسة أولى للقوات الفرنسية تريد باريس بكل ثمن محو آثارها. بينما غادر بعضهم مواقعهم في مدن جرى قصفها جوا مثل مدينة غاو التي تعرضت لقصف عنيف الأحد الماضي و قد عاد اليها بعض العناصر من تنظيم التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا " ميجاو" و قاموا بتخريب منشآت للإتصالات الهاتفية لشركة "مالي تلكوم" و "أورانج" و قد تعطلت الاتصالات في المدينة التي لم يعد ممكنا متابعة أخبارها من سكانها. و قد توعدت الجماعات الإسلامية حسب ما نقلته عنها بعض المواقع الإخبارية فرنسا بحرب طويلة الأمد و باستنزاف لقواها و قواتها، و قالت أنها تمكنت من جر باريس إلى ساحة حرب يمتد شررها إلى كامل أوروبا و تصيب نارها مختلف الدول و الأنظمة التي ساندتها و تساعدها بالجنود لمحاربة ابناء شمال مالي. قادة جيوش دول غرب افريقيا التقوا أمس لوضع خطة لتحرير شمال مالي بواسطة قوة دولية افريقية خلال أسابيع على الأرجح ،في حين قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من دبي حيث يقوم بزيارة للإمارات العربية المتحدة أن "فرنسا ليست لديها النية في البقاء على أرض مالي، لكن لديها هدف هو العمل حين نغادر على اظن يكون هناك أمن في مالي و سلطات شرعية و مسار انتخابي و لن يكون فيها إرهابيون" و حدد هولاند المهمة الفرنسية في ثلاثة نقاط هي "وقف الاعتداء الإرهابي" و "تأمين باماك"و و "السماح لمالي بالحفاظ على وحدتها الترابية" حسب تصريحاته للصحفيين خلال زيارته الخليجية. أما الجنرال سومايلا باكايوكو قائد اركان القوات الايفوارية فقال لدى إفتتاح قمة نظرائه من دول مجموعة "إيكواس" أن الحديث يدور بينهم حول الالتزام تجاه رفاقنا في السلاح الماليين، لكي نحرر شمال مالي" و تعتزم مجموعة "ايكواس" نشر 3300 جندي في مالي بتفويض من مجلس الأمن لهيئة الأممالمتحدة في ما يعرف بمهمة القوة الدولية لدعم مالي "ميسما" إختصارا يقودهم جنرال من نيجيريا شحو عبد القادر، الذي وافقت بلاده على دعم القوة ب 900 جندي تصل طلائعهم خلال 24 ساعة حسب مسؤولين نيجيريين إلى جانب قوات من السنغال، النيجر، بوركينافاسو، و الطوغو حيث وضعت كل دولة 500 من جنودها للمهمة. ع.شابي فيما أكد الهلال الأحمر الجزائري استعداده لكل الاحتمالات 1500 نازح مالي دخلوا الجزائر ذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الثلاثاء، أن عدد النازحين الماليين نحو الجزائر بلغ 1500 نازح.وأوضح المكتب الأممي، أن عدد اللاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة مالي بسبب الحرب يقترب من 150 ألف شخص في البلدان المجاورة، وان عدد النازحين في داخل البلاد يناهز 230 ألفا. وسجلت المفوضية العليا للاجئين 144 ألفا و500 لاجئ من مالي، منهم 54 ألفا و100 في موريتانيا، و50 ألفا في النيجر و38 ألفا و800 في بوركينا فاسو و1500 في الجزائر. وسجل وصول 450 شخصا قالوا أنهم هربوا من العمليات العسكرية في الأيام الثلاثة الماضية إلى النيجر، وإلى بوركينا فاسو، وصل 309 لاجئين في الأيام الأخيرة، والى موريتانيا 471 معظمهم من النساء والأطفال. ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن العدد المقدر للاجئين في 14 جانفي بلغ 229 ألف شخص، اي بزيادة 30 ألف شخص منذ استئناف المعارك. ومن كونا، فر خمسة ألاف شخص (نصف عدد السكان) عابرين نهر النيجر، كما ذكرت لجنة تحركات السكان في مالي، التي تقول أنها تواجه صعوبة في الاستعانة بمصادر جديرة بالثقة. من جهة أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي الذي يوزع المواد الغذائية في مالي عبر منظمات غير حكومية انه يحتاج إلى 129 مليون دولار (97 مليون يورو) لتلبية الحاجات، أي 94 بالمائة من الأموال المطلوبة للعام 2013، كما قالت متحدثة باسم البرنامج. وأحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مستشفيات موبتي (وسط) وغاو (شمال) 86 جريحا أصيبوا في المعارك الأخيرة وعمليات القصف. وقال جرمان مويهو من الوفد الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمالي والنيجر الذي تم الاتصال به من دكار، "في مستشفى موبتي، أحصينا 71 شخصا أصيبوا جراء معارك في كونا" البعيدة 70 كلم إلى الشمال، والتي كانت مسرحا لمعارك عنيفة الأسبوع الماضي بين الجيش المالي والجماعات الاسلامية المسلحة. وأضاف مويهو "لا تتوافر لدينا معلومات عن مدينة كونا نفسها. العمليات العسكرية لم تنته تماما، لذلك لم يوافق الجيش المالي على أن يدخلها الصليب الأحمر". من جانبه، أكد لحسن بوشاقور الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري في أمس في تصريح صحفي، أن الوضع في اقصى الجنوبالجزائري مستقر، مشيرا الى ان الهلال الاحمر الجزائري على أتم الاستعداد لمواجهة اي طارئ. و عن سؤال حول الوضع الراهن فى اقصي الجنوبالجزائري بالنظر الى التطورات التي شهدها مؤخرا مالي صرح بوشاقور "ان الوضع قار وقد تكفل الهلال الأحمر الجزائري سواء على الصعيد الانساني اوفي مجال المساعدة الطبية بالأسر المالية التي استقرت منذ عدة شهور في مركز ايواء تيمياوين بأدرار". و تقع بلدية تيمياوين بولاية ادرار في اقصي جنوبالجزائر. و أكد ان الهلال الاحمر الجزائري في اتم الاستعداد في حال اتضحت ضرورة مضاعفة الوسائل البشرية والمساعدات الانسانية لمد يد المساعدة للماليين الفارين من الحرب. و أوضح أن كل التدابير قد اتخذت لمواجهة كل الاحتمالات في مجال المساعدة الانسانية وتوزيع المواد الغذائية وأيضا في المجال الطبي. و لفت إلى أن الهلال الأحمر الجزائري يقوم بجولات منتظمة عبر منطقة الساحل و هو متأهب لمواجهة كل الاحتمالات. م.م/ وكالات أنصار الدين تنفي فقدان سيطرتها على مدن شمال مالي نفى المتحدث باسم حركة أنصار الدين سندا ولد بوعمامة في إتصال هاتفي بالنصر مساء امس أن تكون الحركة قد فقدت سيطرتها على مدن في شمال مالي و قال “لم نفقد السيطرة على شبر واحد من الأرض التي كنا فيها" و وصف التقارير التي تتحدث عن مغادرة المقاتلين الإسلاميين للمدن في شمال مالي بعد قصفها بالطائرات الحربية الفرنسية انها كاذبة و متحاملة، قائلا أن تنظيم أنصار الدين سلم مواد إعلامية مصورة لوكالة “صحراء ميديا" الموريتانية لكن هذه الأخيرة لم تبثها، ملمحا إلى ضغط من فرنسا تجاه حجب الحقيقة عما يجري في أرض مالي. المتحدث قال ان الطيران الفرنسي أستهدف مدنا في غاراته و قتل العشرات من النساء و الأطفال، و قد أصاب صاروخ مدرسة قرآنية في غاو التي تسيطر عليها حركة التوحيد و الجهاد و قتل ثلاثة أطفال لم يسارع أهلهم لإخراجهم بعد سقوط صاروخ أول اخطأ الهدف و كان غشارة إنذار للسكان بالمغادرة. الشيخ سندا ولد بوعمامة لم ينف أجواء الخوف و الرعب التي تنتاب السكان في المدن التي يستهدفها الطيران الفرنسي في غاراته و قال اظن البعض منهم صار يغادر المكان خشية الإصابة و قد اصيب السكان في غاو و تمبكتو بالذعر لعلمهم أن الطيارين الفرنسيين يقصفون كل المباني دون تمييز للأهداف المدنية و غيرها، و ذكر محدثنا حادثة مقتل ثمانية أفراد من عائلة واحدة في كونا كدليل على عشوائية القصف الصاروخي الفرنسي لمدن شمال ووسط مالي. سندا ولد بوعمامة قال حول تمويل دول الخليج للمجهود الحربي الفرنسي في بلاده أن الذين يقولون لا إله غلا الله ينبغي عليهم أن لا يظاهروا عدو المسلمين و انه يعتقد ان أموال المسلمين ينبغي أن لا تصرف في مجهود حرب ضد مسلمين آخرين يريدون العيش في بلادهم بالطريقة التي يرتضونها لأنفسهم، و قال أن المظاهرات التي خرجت في تمبكتو قبل يومين منددة بالغزو العسكري الفرنسي احسن دليل على رغبة شعب مالي في العيش بالطريقة التي تناسبه، و نفى ان تكون حركة أنصار الدين وراء إخراج تلك المظاهرات الرافضة للتدخل العسكري الفرنسي في مالي. عن عرض حركة تحرير أزواد التعاون مع فرنسا لتطهير شمال مالي من الإرهابيين قال سندا ولد بوعمامة أن الحركة التي تحمل إسم تحرير أزواد غير موجودة في أرض الواقع ووصفها بأنها صنيعة المخابرات الفرنسية و قال ان عرضها هذا يشير الى اصلها و طبيعتها و حقيقتها، و هيي لن تكون ذات تاثير في مجريات الحرب في مالي. المتحدث باسم حركة أنصار الدين قال أن جنود “إيكواس" الذين تنتظر فرنسا دعمهم لها في مالي لن يكونوا بأحسن حالا من الجيش المالي و قال أن أداء تلك القوات الافريقية معروف، و أن المجاهدين سيلقنون الغزاة درسا مثلما لقنه لهم إخوانهم في شتى مناطق العالم من أفغانستان إلى العراق، مشيرا إلى سعي فرنسا إلى تجاوز ضائقتها المالية و لاغقتصادية بإفتعال حرب في مالي، متوعدا أنها ستكون طويلة وستمتد لتطال فرنسا ذاتها في عقر دارها، و قال نحن الآن في مواجهة مع الفرنسيين و مستعدون للحرب البرية و لملاقاة الجيش الفرنسي.
