كلّما هلّ على المسلمين المؤمنِين المحسنين شهر ربيع الأوّل الأغرّ المحجّل، غمر قلوبهم الفرح والابتهاج بميلاد صاحب المعراج، سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد ابن عبد الله، السراج المنير صلى الله عليه وسلم. وتحمل هذه الذكرى العطرة دلالات ورموزا تتجدد بتجددها المعاني السامية لمولد نور الأكوان الذي تجري له الأزمان، فهو بشر لا كالبشر، بل هو ياقوتة والناس كالحجر، وهو أول النبيين، وخاتم وإمام جميع المرسلين، وجد القمرين النيرين الإمامين السبطين، صاحب القبلتين والمسجدين، قائد الغر المحجلين المبعوث رحمة للعالمين، المتصف بصفات لا حد لها ولاعد، يكفي أن المولى عزوجل أقسم باسمه الشريف، ومدحه بأعلى وأجل مدح {وإنك لعلى خلق عظيم} الآية. وصلى عليه ملائكته آمرا المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فاللهم صل على رسولك الأعظم، ونبيك الأكرم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، طبّ القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها، وروح الأرواح وسر بقائها، فهو صلى الله عليه وآله وسلم في غنى عن صلاة المخلوقين عليه، وكيف لا وقد صلى مولاه وحبيبه الأكبر عليه، وأمر ملائكته بالصلاة عليه. فصلاتنا عليه وعلى آله إنما هي منفعة لنا، وقد عدد بعض الصالحين أكثر من خمس وأربعين فائدة تعود على المصلي عليه، صلى الله عليه وآله وسلم وفي هذا. روى سيدنا أبو بردة بن نيار رضي الله عنه أن شفيعنا قال:”من صلى عليّ مخلصا من قلبه، صلّى الله عليه عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات”. فاللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مافي أبواب الجنان، فيض الرحمن وأفض على جميع من احتفل بذكراه العطرة، وعلى كل من مدحه، وكل من صلى عليه وعلى آله وصحبه، من كرمك وجودك ما يرضيه وفوق الرضى، وجزى الله عن المؤمنين كل من وضع في متناولهم مصنفات أو صيغا من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وآله وصحبه، فتحا أو مهارة ومنهم نجم التسبيح، الغوث الرباني سيدي الشيخ عمر أبو حفص الزموري قدس الله روحه ونوّر ضريحه وأسكنه من دار المزيد بالفردوس فسيحه، تكريما له وإجزالا للعطاء له، على ما ترك لنا من صيغ الصلوات والتسليمات على جده المجتبى صلى الله عليه وآله، لاسيما منها مصنفه الشريف الموسوم ب”أبواب الجنان وفيض الرحمن في الصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد ولد عدنان”.
قال الشاعر في مدح الحبيب الأعظم، وهو شفعينا يوم العرض: تعلق قلبي بالحبيب محمد شفيعنا يوم العرض طه الممجّد وبآله الأطهار فُلْك نجاتنا ذوي الشرف الأسنى الكريم المؤبد وبصحبه الأخيار مصدرِ فخرنا أعزَّهم الرحمن بالأمس والغد وبأهل وُدّ الله من كلّ مشرب ومنهمُ شيخي صاحب الفضل سيدي أبو حفص الزموري قطب ذوي النهى به، وله أدعو الإله مؤيدي فقد كان لي، بالله، أجملَ حُلَّة كُسِيتُ بها، فانزاح ليل التردد وأُشرِبَ قلبي حبَّ جده مِنَّةً فلِلّه حمدي والثنا وتعبدي فيا له من حُب يورّث رفعةً ومحوَ الخطايا بالرّضا المتجدد أدِمه إلهي ما حييت وزِنْ به بُعيد مماتي كلَّ ما قدمت يدي وصل وسلم ربنا كل لحظة على الرحمة المهداة جدّي محمد وآله والأصحاب من صانوا دينَنا بأرواحهم، أعْظِمْ به من مُخَلّدِ