فتح الممثل والمسرحي عبد الحميد رابية، النّار على وزارة الثقافة ووجه لها سلسلة من الانتقادات اللاذعة بسبب صرفها آلاف الملايير، هي أموال الشعب، على مهرجانات وصفها ب”الفارغة”، ودعمها لسياسة الرداءة التي ولدّت في نهاية المطاف تشرذما في مجال الفن بالجزائر. وبالمقابل تأسّف لحال المخرجين الذين يوظفون في أفلامهم مشاهد من خارج الجزائر لا تعكس حقيقة ثقافتنا وهويتنا. طالب الممثل عبد الحميد رابية، خلال ندوة حول “السينما والإنتاج التلفزيوني في الجزائر” نظّمها أول أمس النادي الفني التابع لجمعية الكلمة للثقافة والإعلام، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة، بمشاركة الممثلين بهية راشدي ونبيل عسلي، الوزارة الوصية بالكفّ عن دعم مهرجانات وحفلات لا فائدة منها، كما أنهّا من أموال الشعب لكن المستفيد هم الفنانون العرب والأجانب. وأضاف:”لقد تحولت الجزائر إلى “بقرة حلوب” بالنسبة لعديد الممثلين العرب والأجانب، وأصبح الفنان الجزائري يعامل كالغريب فيما يستفيد غيرنا من البحبوحة المالية التي تعيشها الجزائر”. كما نوه في السياق ذاته إلى الفوضى التي تسود القطاع الثقافي ببروز ما أسماهم ب”الطفيليين والدخلاء” من المخرجين والمنتجين الذين يشجعون الرداءة وليس لهم تكوين في المجال، بينما تغيّب أسماء كبيرة مثل عثمان عريوات، الذي رفض حذف بعض المقاطع من فيلمه الذي تعب عليه. من جهتها تعتقد بهية راشدي أنّ غياب التنسيق بين الوزارة والبلديات حرمت الجمهور من متابعة الأفلام الجزائرية الحديثة، باعتبار وجود عدة قاعات لكن المشكل في غياب السينما بسبب ما ذكر آنفا. وفي سياق متصل، اعتبرت راشدي أنّ الممثل راح ضحية قضية استفادة منتجي ومخرجي الأفلام من الميزانيات الكبيرة خلال السنوات الأخيرة، وصفت بعضهم ب”انتهازيين“ هدفهم المال فقط، وأكدّت قولها رغم أنّ المادة لا تهمّها على حد تعبيرها بقدر ما تهمها جودة العمل:”أنا شخصيا يقول لي المخرجون اصبري هذه المرّة وفي المرّة القادمة ندفع لك راتبا محترما وهكذا دواليك”، وأردفت:”تجربتي الفنية 40 سنة، لكنني لم أتلقّ سوى 8 ملايين سنتيم من “لوندا”. كما يأمل الممثل نبيل عسلي تجسيد أفلام سينمائية مقتبسة من روايات جزائرية، كأعمال ياسمينة خضرا، ليلى عسلاوي، الطاهر وطار، وغيرهم..