تعد الفنانة بهية راشدي من أقدر الفنانات اللواتي برعن في أداء أدوارهن، إذ تعد من ألمع الفنانات الجزائريات ممن قدّمن دور الأم، لتُلقب فيما بعد ب«أم الفن الجزائري» وبعد أربعين عاما كاملة قضتها في الساحة الفنية، تبدي رغبتها في الاعتزال وارتداء الحجاب. «قرار اعتزالي لا رجعة فيه» أكدت الفنانة القديرة بهية راشدي أن قرار اعتزالها ستقدم عليه شهر رمضان وأداءها مناسك العمرة، وستخصص وقتها للعبادة وستكثر من قراءة القرآن، فيما أكدت أن القرار الذي أخذته ليس هناك أي رجعة أو مجال للشك فيه. مضيفة في حديثها أن قرار اعتزالها كان يراودها دائما خاصة بعد موت زوجها الفنان الراحل محمد راشدي، بعد أن اقتنعت أنها قدمت ما فيه الكفاية للفن الجزائري مدة 40 عاما أدت ادوارا اقتنعت بها ونجحت وحققت بها رغبتها الفنية، من خلال أعمال فنية فاقت ال60 عملا بين السينما المسرح والتليفزيون، مؤكدة أنها ستعتزل وهي راضية أتم الرضى عما قدمته، لأنها وقبل كل شيء كسبت حب واحترام الجمهور الذي كانت تسعد وهي تلتقي به في الشارع وفي أي مكان كانت تذهب إليه واعتبرته الأهم في حياتها الفنية، فليس كل فنان يصبح نجما مشهورا ويحبه الجمهور.
«السرعة الرابعة».. آخر مسلسل تقدّمه تشارك الفنانة القديرة بهية راشدي في عمل فني جديد بعنوان «السرعة الرابعة» من إخراج المخرج حسين ناصف، الذي تعاملت معه في الكثير من الأعمال الدرامية الناجحة من بينها مسلسل «مفترق الطرق» رفقة سميرة صحراوي وحسان بن زيراري، المسلسل الجديد يتناول موضوعا حساسا وشائكا هو حوادث المرور، وإرهاب الطرقات، القصة كتبتها الكاتبة نادية درابلية وبطولة الكثير من الممثلين البارزين في الدراما التلفزيونية، وبالإضافة إلى مشاركتها في مسلسل «السرعة الرابعة»، تشارك في مشروع جديد مع مخرج شاب في مقتبل العمر وصورت من هذا المسلسل بعض المشاهد في ولاية تيزي وزو، وتشير في هذا الصدد إلى أنه من واجب الفنان أن يساعد المواهب الشابة على الإبداع. وعن كيفية اختيار أدوارها وأعمالها الفنية، أكدت أنها تختار أدوارها بعد تأنٍ وتريث خوفا من أن تقع في فخ الرداءة لأنها هي لا تبحث إطلاقا عن الشهرة والمال من وراء أعمالها الفنية، كما أن أعمالها الفنية التلفزيونية، السينمائية والمسرحية تبرز رسالة نبيلة وتحتوي على حكمة «لأن الممثل القادر هو من يستطيع أن يؤدي جميع الأدوار وأنا عن نفسي جسدت في مشواري الفني ادوار المحامية الأستاذة والطبيبة»، وبخصوص ما كان يسعدها في أعمالها، فهي ادوار الأم لأنه يعطي العمل جمالية خاصة، وكذلك تأدية ادوار الشخصية المتسامحة والصبورة وتألقت السيدة الفنانة بهية راشدي في الكثير من الأدوار التي تعنى بشخصيات المرأة الجزائرية بكل ما تحمله من وكفاح، حنان وطيبة وأصالة، مما جعل الفنانة بهية راشدي تأخذ مكانا محترما ومكانة خاصة جدا في قلوب الجزائريين والجزائريات. ويبقى الدور الأبرز في مشوار الفنانة هو دور الأم الذي قدّمته في فيلم «صابرة»، الذي شهد ولادة نجمة لامعة هي مليكة بالباي بحيث يعد هذا العمل من ابرز الأعمال الفنية التي عالجت قضية المرأة الجزائرية وخاصة الريفية التي تعاني من مشاكل الحياة. وتعتبر بهية راشدي أقوى الفنانات الجزائرية بحيث تستطيع أن تحاكي كل الأزمنة من خلال الشخصيات التي تمتاز بها والتي تجمع بين الهدوء، الرقة والأنوثة وتمكنت من خلال أعمالها أن تحصل على عدة جوائز دولية ووطنية، كما أن أعمالها الفنية بقيت راسخة وخالدة في أذهان الجمهور الجزائري، من بينها «شجرة الخلد»، «رشيدة»، «جحا»، «حنان امرأة».. وغيرها من الأعمال التي تبقى دائما شاهدة على الفنانة بهية راشدي أو كما يحلو للبعض تسميتها ب«أم الشاشة الجزائرية».