نظمت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام أول أمس بالمركز الثقافي “عز الدين مجوبي” بالعاصمة، ندوة خاصة ب«الإنتاج التلفزيوني والرواية في الجزائر” حضرتها بعض الوجوه الفنية، تناولت ارتباط الرواية والمنتوج التلفزيوني عبر فترات مختلفة. بداية أشار السيد عبد العالي مزغيش رئيس الجمعية، إلى أن هذا اللقاء هو أول عدد من النادي الفني الذي سيتناول مختلف قضايا الفن من سينما ومسرح وموسيقى وغيرها. تحدث المتدخل عن واقع السينما اليوم، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الجمهور الجزائري بالفن السابع، إذ قلما يحالفه الحظ ليشاهد الأفلام الجزائرية الجديدة، ففي الوقت الذي تحصد هذه الأفلام الجوائز الدولية، يبقى هو محروما منها، إضافة الى مشكل ارتباط الإنتاج بالمناسباتية والعديد من الأفلام انتجت ضمن تظاهرات ضخمة كالمهرجان الإفريقي والجزائر عاصمة الثقافة العربية وتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وربما - حسبه - تبقى هذه الأفلام أيضا في الأدراج لا تتخطى العروض المسائية التي انتجت ضمن فعالياتها. فيما يتعلق بالرواية، أشار المتحدث الى ان الرواية الجزائرية عرفت زخما كبيرا وعاشت تطورات وتغيرات الواقع الاجتماعي، عكس السينما التي لم تستفد من هذه الخبرة لغياب جسور تربط الكاتب والمنتج السينمائي. السيدة بهية راشدي كانت نجمة هذا اللقاء وتذكرت بالمناسبة وترحمت على الفنان عز الدين مجوبي، الذي أثرى المشهد الثقافي والفني الجزائري، لتتناول بعدها تجربتها الفنية عبر 40 سنة من العطاء أكسبتها تجربة وتريد من الشباب الصاعد ان يستفيد منها إذ آن الأوان لأن يفرض نفسه ويعبر عن جيله. في سياق آخر، طالبت السيدة راشدي بضرورة التكامل بين وزارة الثقافة والبلديات قصد السماح للجمهور بالالتحاق بقاعات السينما لاكتشاف الاعمال السينمائية الجديدة. كما أكدت الممثلة ان النص الجيد (الرواية الجيدة) تستلزم مخرجا جيدا وممثلا جيدا وإلا فشل الإنتاج الفني ككل، وعلى ذكر الفنان، أكدت على ضرورة أن يكون متذوقا للعمل الجيد والنص الجيد عندما يختاره وأن لا يربط نفسه فقط بالمادة، فهذه الأخيرة قد تقتل الإبداع أحيانا. الفنان عبد الحميد رابية من جانبه، راح يتحدث أكثر عن علاقة النص بالسرح، ليصل إلى روائع السينما الجزائرية التي كان أغلبها لروائيين معروفين ككاتب ياسين ومولود معمري وبن هدوقة وآسيا جبار وغيرهم. الفنان نبيل عسلي، الذي انتهى مؤخرا من بطولة فيلم “أندلسي” لمحمد شويخ، راح يتحدث عن تجربته مع القراءة للرواية الجزائرية، خاصة مع ياسمينة خضرة ومايسة باي وبن هدوقة، فرغم هذه الروائع إلا أن القليل من الروايات تحولت الى سيناريوهات ونصوص سينمائية، والمشكل - حسبه - يكمن في صعوبة الاقتباس وإعادة كتابة النص لتحويله الي نص سينمائي، يؤكد نبيل أنه يحلم بأفلام تجسد “بما تحلم الذئاب” لياسمينة خضرة وليلى عسلاوي التي سردت تاريخ المرأة من الثورة الى 2012. من جهة أخرى، أكد المتدخل أن تحويل الرواية الى فيلم مكلف، كما أن جل الأفلام التي انتجت اقتبست من نصوص تتناول الثورة، أما قضايا الراهن، فلا يزال ظهورها محتشما في السينما، وهو العكس تماما في الرواية الجزائرية.