يحضّر المخرج المسرحي جمال قرمي، خلال الفترة الحالية بالتعاون مع جمعية بورسعيد للمسرح، لإنتاج عمل مسرحي جديد وسمه ب”مونصيرا”، سيعرف مشاركة كوكبة من نجوم الفن والتمثيل في الجزائر أبرزهم الممثل عبد النور شلوش ونادية طالبي، على أمل عرضه شهر مارس المقبل، بركح محي الدين بشطارزي بالعاصمة. قال المخرج جمال قرمي، في تصريح له ل”الفجر”، بأنّ العمل الذي اختار له عنوان ”مونصيرا” من نص الكاتب والمؤلف الفرنسي ايمانويل ايبيلاس، الذي عاش في وهران خلال القرن الماضي، وترجمة محمد فراح، حيث يعدّ العمل رقم 20 الذي أنتجه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي وقُدّم عرضه الشرفي الأول سنة 1965، ونوه قرمي، بأنّ هذه المسرحية، ستعرف مشاركة مميزة لوجوه تلفزيونية معروفة غابت لفترات طويلة عن خشبة المسرح، إلى جانب ثلة من المبدعين الشباب في عالم الفن الرابع من عديد الجمعيات والفرق المسرحية الجهوية، ستؤدي أدوارا مختلفة على غرار عبد النور شلوش في دور ”الممثل”، طه العامري يتقمص شخصية ”الأب القديس”، وكذا نادية طالبي التي سترفع التحدي في دورها ”الأم”، بينما أسندت مجموعة من الأدوار لممثلين آخرين كدور ”إسكادور” الذي يلعبه الفنان سمير أوجيت وكاميليا التي تمثل الفتاة ”إلينا” وكمال زرارة متقمصا شخصية ”التاجر”، واعتبر المتحدث في السياق نفسه، أنّ مسرحية ”مونصيرا ” التي تعود إلى خشبة بشطارزي للمرّة الثانية بعد حوالي 50 سنة، ستعتمد على جملة من التقنيات أبرزها جماليات المسرح الكلاسيكي المستمدة من إحدى روائع الكاتب الفرنسي ايمانويل روبلاس، الذي كان يناضل إلى جانب الجزائر وقضيتها ضد الاستعمار الفرنسي على غرار مساندة باقي الشعوب المحتلة والمضطهَدَة من أجل تحقيق الاستقلال ونيل الكرامة، وعلى حد تعبيره جسّد هذا النضال وهذه الوقفة التاريخية في عمله الكبير ”مونصيرا”، وصرّح صاحب ”الرابيتوس”، بأنّ أطوار المسرحية تروي وقفات تضحية وثوران من خلال قصة جندي فرنسي اسمه ”مونصيرا” يأبى في وقت من الأوقات مشاركة الجيش الفرنسي ويخرج ضد نظام بلده، الذي يحاول القضاء على الهنود الحمر، وأثناء تقديم يد العون منه لقائدهم من أجل النجاة بالهروب إلى فنزويلا وتأسيس معالم وركائز دولتهم، حيث يتهم بأنّه ”جندي متمرد” خان وطنه، كما يسجن ويعذب حتى يقرّ في النهاية بما فعله، ومن أنواع التعذيب القاسية نفسيا المستعملة من قبل حكومته هو قتلها لستة من أفراد المجتمع، أمام مرأى عينيه وأمام تخلي الشعب عن بطلهم. يذكر أنّ جمال قرمي، قدّم أعمال مختلفة منها ”وزير وربي كبير”، ”أوليوس تحت ظل شجرة الزيتون”، ”حب في النافذة”، ”نزهة في غضب”، ”السواد في الأمل”، ” الرابيتوس” بالإضافة إلى ”مونصيرا”.