شهدت العديد من المدن المصرية، أمس، مظاهرات ومسيرات حاشدة معارضة للرئيس الإخواني، محمد مرسي، تزامنا والاحتفال بالذكرى الثانية لانتفاضة الشعب المصري ضد نظام مبارك، وبينما دعا ممثلو الأحزاب المعارضة إلى إسقاط النظام الجديد توعد حلفاء الإخوان ب”ثورة إسلامية” في حال الاقتراب من قصر الرئاسة. انطلقت مسيرات بعد ظهر، أمس الجمعة، نحو ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في مظاهرات ”استمرار الثورة ” التي دعت إليها العديد من الأحزاب والقوى السياسية الليبرالية والمدنية بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث 25 جانفي 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك. وللعام الثاني على التوالي ساد الخلاف بين القوى السياسية المصرية حول صيغة إحياء هذه الذكرى ففي الوقت الذي دعت فيه القوى الإسلامية المهيمنة على مقاليد السلطة في مصر إلى الاحتفال بهذه المناسبة وعدم المشاركة في المظاهرات دعت الأحزاب والقوى السياسية الليبرالية والمدنية المعارضة أنصارها ومؤيديها للخروج عقب صلاة الجمعة في مسيرات للميادين والساحات عبر كافة المحافظات المصرية تحت شعار ”استمرار الثورة”. ووسط القاهرة انطلقت بعد الظهر عدة مسيرات لأنصار الأحزاب المعارضة نحو ميدان التحرير مرددة شعارات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وأحداث إصلاحات سياسية بينما رفع آخرون شعارات مناهضة لحكم الإخوان المسلمين وتطالب بإسقاط النظام. وكانت القوى الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والجبهة السلفية وأحزابها السياسية ”الحرية والعدالة والبناء والتنمية والنور” قد أعلنت عدم مشاركتها في مظاهرات اليوم وتعويض ذلك بأعمال تطوعية وخيرية، فيما حشد حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين أنصاره أمام مقاره بمختلف المحافظات لحمايتها من أي هجمات محتملة كما حذر من حدوث أعمال عنف وشغب في البلاد. وقد حشدت الأجهزة الأمنية المصرية قوات كبيرة بمحيط وزارة الداخلية ومجلس الوزراء ومجلسي الشعب والشورى القريبة من ميدان التحرير وسط القاهرة، فيما قامت بقطع الطرق المؤدية إلى بعض الشوارع المحيطة بتلك المنشآت والمنشات الحيوية الأخرى وذلك تحسبا لتطور الأحداث خلال المظاهرات. وقد تجددت الاشتباكات ظهر أمس بين متظاهرين وقوات الأمن في محيط الميدان وذلك بعد اشتبكات ليلة الخميس والتي اندلعت اثر قيام مجموعة من المتظاهرين بإزالة جزء من الحاجز الخرساني الذي يفصلهم عن مقر المجلس التشريعي والتي أسفرت عن إصابة 16 شخصا. وشهدت محافظة السويس أمس الجمعة إجراءات أمنية كبيرة لتأمين المنشآت، لا سيما مجرى قناة السويس الحيوي خلال المظاهرات المقررة عقب صلاة الجمعة بهذه المحافظة. وفي الإسكندرية أعلن ناشطون من عدد من الحركات السياسية المعارضة تنظيم اعتصام قرب مسجد القائد إبراهيم للمطالبة ب”إسقاط النظام” مشددين على أن الاعتصام لن يتم فضه إلا بعد تحقيق مطالبهم فيما بدأ العشرات في الاحتشاد بساحة المسجد للمشاركة في المظاهرة التي دعت إليها أحزاب المعارضة احتجاجا على سياسة الرئيس محمد مرسي. ومن جهة أخرى يسود الهدوء محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمدينة مصر الجديدة في القاهرة فيما حذر الداعية السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل المتحالف مع الإخوان المسلمين من اقتراب التظاهرات من القصر الرئاسي أو محاولة اقتحامه، مهددا ب”إعلان الثورة الإسلامية إذا حدث ذلك”. وقد نظم أنصار حازم صلاح أمس مظاهرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي قرب مدينة 6 أكتوبر بالجيزة طالبوا فيها بالتصدي لجميع محاولات ”إجهاض الثورة وتشويهها” وأكدوا على ضرورة ”حماية الشرعية”، مطالبين بوضع الشريعة الإسلامية ”مادة فوق دستورية” وتطهير الإعلام. وقد عبرت الصحافة المصرية في صدر صفحاتها أمس عن مخاوف من انفلاتات أمنية في هذه الذكرى التي تتصادف مع موعد محاكمة المتهمين في أحداث ملعب بور سعيد التي ذهب ضحيتها 72 قتيلا والمقررة اليوم السبت وذلك وسط تهديدات أنصار نادي الأهلي لكرة القدم والمتعاطفين مع أسر الضحايا باللجوء إلى العنف في حال تأجيل المحاكمة أو عدم إحضار المتهمين لجلسة المحاكمة.