اعتبر، أمس، شيخ زاوية مالك بن أنس بأدرار الشيخ مولاي التهامي غيتاوي، أن التمسك بالوسطية والاعتدال هو السبيل الوحيد لمحاربة التطرف الديني، والظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا. وأضاف الشيخ في حوار مع موقع الإذاعة الوطنية الإلكتروني، أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال إحياء سنن الحبيب المصطفى، والسير على خطى السلف الصالح، مشيرا إلى أن كل ما يجري في منطقة الساحل لا هدف له إلا زرع اللااستقرار والعنف ليكون ذريعة للتدخل الأجنبي في دول المنطقة وأولها الجزائر. وتحتضن زاوية مالك بن أنس بأدرار ملتقى وطنيا منذ، أمس، بعنوان ”الوسطية في الإسلام”.. ويلتئم الملتقى الذي يرعاه رئيس الجمهورية بحضور شيوخ وأئمة وباحثين يهدف إلى تسليط الضوء على المنابع الصافية للدين القيم، وسيرة المصطفى وكذا التحذير من أخطار الغلو والتطرف الديني على النسيج الاجتماعي والفكري. وكانت الزاوية قد احتضنت فيما سبق ملتقى للمصالحة الوطنية بدولة مالي بحضور شيوخ وزعماء قبائل مالية لإيجاد صيغ لحلول سياسية لأزمة الساحل. وأوضح الشيخ التهامي أن الهدف من هذا الملتقى هو تحقيق مجموعة من المحاور، أولها تبيان المعنى والمفهوم الصحيح للاعتدال والوسطية، ثانيا استلهام هذا المفهوم من مواقف الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومن أقواله وأفعاله، انطلاقا من سيرته العطرة وأحاديثه الشريفة. وفيما يخص الأوضاع بمنطقة الساحل الإفريقي والمنطقة المغاربية، قال الشيخ إن المتتبع للأوضاع الحالية في دولة مالي يدرك بداهة ما وراء الأكمة أن أهدافا واستراتيجيات قد خططت لإقحام دول الجوار، وخاصة بلدنا في متاهات لا يجني من ورائها العدو إلا خفي حنين، لهذا الغرض يكشف الشيخ أنه بتكليف من جهات رسمية تريد الخير لهذا البلد الشقيق ولدول الجوار عامة طلب منا بأن نقوم بمبادرة ذات بعد استراتيجي بعيد المدى ترمي بالأساس إلى تقريب وجهات النظر بين الأخوة الأشقاء من مختلف القبائل والعشائر والتنظيمات المسلحة، والسعي بكل ثقلنا لإصلاح ذات البين.