انسحبت الحركات الجهادية في مالي من الكثير من المدن التي كانت تسيطر عليها دون مواجهات مع القوات الفرنسية والمالية، لنقل المعارك نحو الصحاري والجبال أين تجيد هذه الحركات حروب الرمال، في طبيعة قاسية جدا تتحدى قوة السلاح والتكنولوجيا. ذكرت مصادر من حركة تحرير أزواد ل ”الفجر”، أن الحرب بين الجماعات المسلحة والقوات الفرنسية والمالية لم تبدأ بعد، والتنظيمات الجهادية تراهن كثيرا على صعوبة التضاريس في الصحراء وعلى السلاح الليبي المهرب من مخازن القذافي الذي تخبئ منه كميات كبيرة في الرمال، مشيرا في ذات السياق، أن صفقات تسليح كبيرة تم إبرامها مؤخرا مع مليشيات ليبية من ضمنها أسلحة خطيرة. وذكرت ذات المصادر، أن بعض الجهاديين يصولون ويجولون في المدن بما فيها المدن التي سيطرت عليها القوات الفرنسية والمالية، مستفيدين من تعاطف السكان كون الكثيرين يعتبرون تدخل القوات الفرنسية ”حربا صليبية”، مشيرا إلى أن الحرب لن تكون سهلة ولا قصيرة المدى وقد تمتد لسنوات طويلة جدا وليس من السهل على القوات الفرنسية وحلفائها مجاراة الأشباح في صحراء وعرة جدا. وفي سياق متصل، قال نائب أمير قاعدة المغرب، يحيى أبو الهمام في تسجل جديد، فجر أمس، إن ”المقاتلين الإسلاميين انسحبوا من المدن لترتيب أوراق العملية، وسيعودون إليها بقوة”، متوعدا مجددا الفرنسيين الذين لم يستوعبوا الدروس بعد على حد تعبيره ب ”الكثير من النكبات في شمال مالي”، مشيرا إلى أن ”المقاتلين الإسلاميين سيستهدفون كل الدول التي شاركت من قريب أو بعيد في الحرب الحالية ورفضت التحييد”. وتوقع أبو الهمام حسب التسجيل الجديد ”الإعلان عن قيادة مشتركة بين كل التنظيمات الإسلامية المسلحة في شمال مالي لمواجهة ما أسماه الحرب الصليبية الحالية”. من جهة أخرى، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تداعيات الصراع الدائر حاليا في مالي على دول الجوار بالنظر إلى تدفق اللاجئين من جهة، و”إذكاء النزاعات في البلدان المجاورة، خاصة بجنوب الصحراء الكبرى التي شهدت تدفقا هائلا للأسلحة وزيادة كبيرة في التوترات السياسية منذ انطلاقة انتفاضات الربيع العربي في منطقة شمال إفريقيا قبل عامين”.